أيها الشاب: هذا ما حدث لأدونيس أخبار السعودية
وفي زمن التشدد (المميت) كتب أحمد مقالاً عن روعة شعر وأفكار الشاعر الكبير أدونيس، وكان توفير نشر المقال في أيام رمضان، وبعد النشر، تمت مهاجمته من أحدهم، قائلا لأبي الوليد:
أنت ما تخاف ربك، تكتب عن أدونيس في أيام رمضان!
فلم يكن من أحمد إلا أن رد على ذلك المتحامل:
وهل الكتابة عن أدونيس في أيام رمضان تفطر!.. ما كنت أعرف أن أدونيس من مبطلات الصوم!
هذه الطرفة التي بدأت بها مقالتي لهذا اليوم، هو إشادة عظيمة لما فعلته هيئة الأدب والنشر والترجمة باستضافة الشاعر الكبير أدونيس لكي يكون ضيفاً على مدن المملكة شاعراً ومفكراً، واحتفاء به أقيمت له عدة أمسيات شعرية وفكرية في (الرياض، والدمام، والطائف، وجدة).
هذا الحدث لم نكن نتخيله قبل عدة سنوات، وكما غرد الدكتور سعيد السريحي:
«بين أدونيس الذي كان حجراً محجوراً قبيل سنوات، أدونيس الذي كنا نغلق نوافذنا ونطفئ مصابيحنا إذا أردنا أن نخلو إليه فلا يرانا أحد، وأدونيس الذي كان بيننا هذه الليلة في الرياض، مسافة لا يختصرها إلا ما تشهده المملكة من انفتاح على العالم وتقبل للاختلاف واعتراف بحرية الفكر».
نعم، نحن نعيش أياماً جليلة، وصلنا فيها إلى ما كنا نحلم به من حياة صحية، في وطن يقبل بالاختلاف وبحرية الفكر.
وجيل شبابنا الصاعد لم يعش، ولم يشاهد، ولم يستنشق أيامنا التي كنا فيها في حالة اختناق، وممنوع علينا أن نقبل بالآخر، وممنوع علينا قراءته، وممنوع كتابة ما يغاير أمزجة المتشددين، هذا الجيل الصاعد لن يستشعر فرحتنا بأمور كثيرة مثل: أن تقود المرأة مركبتها، وأن تعمل في جميع مناشط الحياة، ولن يستشعر فرحتنا بمشاهدة فيلم في صالات العرض، أو حضور مسرحية، أو التصفيق لفنان يحيي ليلة غنائية، ولن يقدر فرحتنا بتعدد إقامة كل حقول الفنون على أرضنا، لن يفهم وجود دور أزياء، أو مسابقة غنائية، أو دراسة فن النحت، أو إدخال الفلسفة كمنهج دراسي، جيل لم ير شيئاً، ويستمتع الآن بكل شيء.
هذا هو الفرق بين الانغلاق وأن تستنشق هواء صحياً، الآن بلادنا تعيش في مناخ صحي مثلها مثل جميع خلق الله.