صحيفة عبرية: هذا ما أخرج بايدن عن صوابه تجاه نتنياهو
إسرائيل اليوم – بقلم يوسي بيلين حاولت أن أفهم لماذا قال السفير الأمريكي لدى إسرائيل، توماس نايدز، إن نتنياهو سيحظى أخيراً بعد الأعياد بدعوة إلى البيت الأبيض؛ لماذا بالذات بعد أن علق التشريع المناهض للديمقراطية؛ وبعد أن التقى ممثلو الائتلاف والمعارضة في محاولة للوصول إلى تفاهم فيما بينهم – ثم بعد كل هذا، أعلن الرئيس بشكل قاطع وغاضب بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يصل إلى البيت الأبيض في الزمن القريب القادم.
الجواب الذي تلقيته من مصدر أمريكي عليم، هو أن ما أخرج بايدن عن صوابه كان استعداد رئيس الوزراء إيداع يودع ميليشيا خاصة في أيدي إيتمار بن غفير. فهو غاضب من تصريحات وزراء “الصهيونية الدينية”؛ ولا يفهم الركض المجنون لإضعاف المحكمة؛ هو غاضب على خرق الوعد الإسرائيلي بعدم إسكان المستوطنات الأربعة التي أخليت في شمال الضفة الغربية. لكن في إخضاع الحرس الوطني لشخص عديم المسؤولية، يرى بايدن فقداناً للصواب، تعبيراً قاطعاً عن أن نتنياهو سيكون مستعداً لاتخاذ أي قرار، مهما كان كي يبقي ائتلافه على حاله. هو يعرف أن العلاقات مع الولايات المتحدة أهم لنتنياهو في نظرته الاستراتيجية. لكن الواضح لزعيم العالم الحر أن نتنياهو سيضحي بكل شيء، بما في ذلك بعلاقاته مع أمريكا، من أجل ائتلافه. وهو في هذا الوضع ببساطة لا يريد أن يراه.
عدم أهلية الملك
ولد في 4 حزيران 1738 باسم جورج وليم فريدريك. توفي أبوه قبل أن يمنحه الفرصة ليكون ملكاً، وهو نفسه توج في صغره وأصبح جورج الثالث، ملك بريطانيا العظمى وإيرلندا، وتولى العرش حتى العام 1820. الرقم القياسي في مدة ولايته (60 سنة) حطمته الملكة فكتوريا والملكة إليزابيت الثانية.
تعلم الأمير لدى معلمين خاصين. وكان يتقن الإنجليزية والألمانية، تعلم اللاتينية والفرنسية، ولم يتخلَ عن علم الفلك والكيمياء والفيزياء، ناهيك عن التاريخ، والزراعة، والاقتصاد والقانون الدستوري. الشاب الكفؤ والخجول هذا أثار انطباع من التقاه، وأقتنع هؤلاء بأن الحديث يدور عمن سيجلب لبريطانيا شرفاً عظيماً. بعد سنتين من توليه العرش، اشترى قصر باكنغهام، ومنذئذ سكن فيه الملوك.
لكنه أيضاً كان مسؤولاً عن المواجهة بين المستوطنين البريطانيين في أمريكا والجيش البريطاني، بما في ذلك عن “حفلة الشاي” الشهيرة لبوسطن، والتي طالب فيها المستوطنون بالتمثيل ولم يوافقوا على دفع الضرائب للمملكة بدونه. الملك الذكي والعالم، أمل أن يحل النزاع بالحوار، لكنه تلقى الثورة الأمريكية التي أجبرته على أن يودع المستعمرات البريطانية. اتفق المؤرخون في وقت لاحق على عدم إلقاء الذنب كله عليه، كون وزرائه اقترحوا عليه أن يتطرف ويتطرف.
وعندها بدأ يفقد سواء عقله. قبل أقل من عشرين سنة، جرت محاولة لتشخيص أسباب مرضه وتبين، من عينة من شعره، بأن السبب مادة سامة كانت عنصراً في منتج تجميلي للملك. ربما.
أحد مظاهر فقدان سواء عقله كان حديث لا يتوقف يطلقه في أحيان قريبة دون أن يكون له أي معنى. فقرر الوزراء الكبار عدم أهليته، عينوا ابنه البكر وطرحوا على البرلمان مشروع قانون منح الصلاحيات للأمير، في فترة عدم الأهلية، لكن جورج فاجأ وعاد لزمن ما إلى سواء العقل. في وقت لاحق، فقد سواء عقله مرة أخرى، وتحول ابنه إلى خليفته، وهو نفسه عاش باقي حياته في عزلة بشعة في قلعة وندزور، حيث توفي في 1820. بعد 174 سنة من ذلك صدر فيلم “جنون الملك جورج”، الذي أنقذ الملك الغريب هذا من تخوم النسيان.
هذه قصة وقعت قبل أكثر من 200 سنة، في مكان بعيد.