اقتصاد

هل تتسبب قرارات ترامب في ركود اقتصادي كبير؟



04:42 م


الأربعاء 02 أبريل 2025

كتبت- أمنية عاصم:

رجح خبراء اقتصاديون تحدث إليهم “مصراوي ” أن تؤدي سياسة ترامب الراهنة إلى ارتفاع معدلات التضخم وهو ما ينذر إلى حدوث ركودًا للإقتصاد الأمريكي في حال استمرار الأوضاع بالوتيرتها الحالية.

ورغم تباين آراء المؤسسات الدولية؛ نظرًا لأن بعضها يتأثر بالاعتبارات السياسية إلى جانب العوامل الاقتصادية إلا أن الركود الاقتصادي السيناريو الأقرب للقرارات المتبعة، وفق ما قاله المحللون.

رفع “جولدمان ساكس” احتمالية حدوث ركود للاقتصاد الأمريكي، بسبب الأثر السلبي المتوقع لأجندة “ترامب” الحمائية على الاقتصاد العالمي، والأسواق المالية.

وعلى خلاف ذلك، أكد صندوق النقد الدولي أنه لا يتوقع ركودًا اقتصاديًا في الولايات المتحدة، رغم خطط الرئيس دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25% على السيارات. ووفقًا لما صرحت به المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك.

يترقب العالم تبعات القرارات السلبية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم حمائية على واردات بعض الدول منها كندا والمكسيك والصين على الاقتصاد الأمريكي ودخوله في حالة ركود وهو ما سيكون له تبعات وخيمة تمتد لبافي دول العالم باعتبارها أكبر اقتصاد على مستوى العالم.

مخاوف التضخم والركود

أكد أحمد خزيم، الخبير الإقتصادي، أن التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية العالمية تتباين في تقييمها للوضع، حيث إن بعضها، مثل وكالات التصنيف الائتماني مثل “فيتش” و”موديز” وغير ها، يتأثر بالاعتبارات السياسية إلى جانب العوامل الاقتصادية.

وأكد أنه في حال استمرار ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية جراء القرارات المتخذة لمدة ستة أشهر، فمن المرجح أن يدخل الاقتصاد في حالة ركود.

وأضاف أن التداعيات المحتملة تعتمد على الإجراءات المتبادلة بين الدول، لكن المؤشرات الحالية تؤكد على ارتفاع الأسعار وأزمة متوقعة في قيمة الدولار.

وذكر خزيم، إلى الإعلان الأخير عن أول تجمع بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، وهو تطور هام ومؤثر على قيمة الدولار ، خاصة أن اليابان حليف رئيسي للولايات المتحدة.

وأضاف أن أوروبا بدأت أيضًا في تقليل اعتمادها على الرعاية الاقتصادية الأمريكية، وهو ما يشير إلى تحولات كبرى في العلاقات الاقتصادية العالمية.

وأوضح خزيم أن الحرب التجارية الناتجة عن فرض التعريفات الجمركية ستؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم عالميًا في المقام الأول.

وأكد أن هذا التضخم سينتج عن الحرب التجارية التي أعلنها الرئيس الأمريكي ضد الصين وأوروبا والمكسيك وكندا وغيرها من الدول؛ مما يضع الاقتصاد العالمي في أزمة حادة، خاصة مع استمرار المشكلات التي تواجه الممرات البحرية، والتي تسببت في ارتفاع تكاليف النقل والشحن.

وأشار خزيم، إلى أن رفع الرسوم الجمركية جاءت في وقت عصيب خاصة مع تزايد المشهد صعوبة، مفسرًا كلامه قائلًا: ” بعض السلع الأساسية، مثل القمح، تواجه تحديات كبيرة نتيجة الأزمة المستمرة بين أوكرانيا وروسيا، وهما من أكبر منتجي القمح في العالم، بالإضافة أنه في حال تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن يقفز سعر برميل النفط بشكل كبير؛ مما سيزيد من الضغوط الاقتصادية العالمية”.

وأضاف أن هذه الحرب التجارية ستؤدي إلى سياسات حمائية من قبل الدول المختلفة لحماية صناعاتها المحلية، وهو ما أكدت عليه رئيسة المفوضية الأوروبية.

ورأى أن ترامب يسعى إلى فرض تعريفات جمركية بسبب الأزمة التي تواجه الولايات المتحدة فيما يتعلق بالدين العام، والذي بلغ 36 تريليون دولار.

وأشار خزيم إلى تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، التي أكد خلالها أن المؤشرات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة تشير إلى تباطؤ اقتصادي، وفقدان للوظائف، وارتفاع أسعار الفائدة. وبيّن أن الدولار سيظل محتفظًا بمكانته كعملة احتياطية رئيسية لدى 80 دولة حول العالم، إلا أن الأزمات الناجمة عن هذه السياسات قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي.

ركود اقتصادي بات واقع

وقال علي الإدريسي، الخبير الإقتصادي،إن استبعاد تقرير صندوق النقد الدولى حدوث ركود والاكتفاء بحدوث تباطؤ في النمو ؛ يرجع إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها إحدى أكبر الاقتصادات في العالم، تتمتع بنفوذ وتأثير كبيرين، ما يجعل لها هيمنة على الصندوق.

وأكد أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن حدوث ركود اقتصادي بات واقعًا محتملًا.

واستكمل الإدريسي، أنه بالنظر بشكل منطقي للمشهد، فالمؤشرات جميعها تؤكد أن فرض حرب تجارية على العديد من الاقتصادات الكبرى، مثل الصين وكندا والمكسيك، بالإضافة إلى التحركات ضد الاتحاد الأوروبي، سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع نتيجة زيادة الرسوم الجمركية بنحو 25%.

وأضاف الإدريسي أن هذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم، خاصة في ظل اقتصاد أمريكي يعاني بالفعل من عدة أزمات متتالية، ولم يتعافَ بعد من الصدمات السابقة.

كما أن الولايات المتحدة تواجه توترات جيوسياسية وصراعات عسكرية في العديد من المناطق التي تتواجد بها، أبرزها منطقة الشرق الأوسط، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية.

وأضاف على الإدريسي أن هذه العوامل ستؤدي إلى اضطرابات في سلاسل التوريد والإمدادات للعديد من الشركات؛ مما يخلق بيئة اقتصادية تعاني من الركود التضخمي.

وأكد الإدريسي أن الركود التضخمي يعد أكثر تعقيدًا من الركود العادي حيث إن سياسات معالجة التضخم تؤدي إلى زيادة الركود، والعكس صحيح؛ مما يجعل التأثيرات الاقتصادية أكثر خطورة على مستوى العالم.

وأشار إلى أن الاقتصادات الناشئة ستتأثر بشكل أكبر، حيث ستشهد انخفاضًا في قيمة عملاتها، وخللًا في موازنتها المالية، واضطرابات في أسواقها المالية، كما ستؤدي قرارات ترامب إلى هروب الاستثمارات من الأسواق المالية العالمية إلى الذهب، وهو ما تم رصده بالفعل خلال الأيام الماضية، حيث سجل المعدن الأصفر مستويات قياسية نتيجة المخاوف من سياسات ترامب.

وأوضح أن السيناريو الأقرب للولايات المتحدة الأمريكية هو الدخول في حالة ركود اقتصادي، خاصة في ظل السياسات المتبعة حاليًا والتي يجري تنفيذها.

ومع ذلك، إذا تم تعديل هذه السياسات والتراجع عن بعضها، فقد يؤدي ذلك إلى تجنب الركود وتعزيز فرص النمو الاقتصادي، بحسب الإدريسي.

اقرأ أيضًا:

الأسهم أم الذهب.. أيهما الأفضل نموًا منذ بداية العام؟

لماذا لم يتم تغطية إكتتاب “بلتون القابضة” بنسبة 100% ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى