الإمارات تُطلق مركزاً للتميز في الأمن السيبراني بالتعاون مع «غوغل كلاود»

وافق مجلس الوزراء على إطلاق مركز تميز عالمي للأمن السيبراني في العاصمة أبوظبي، بالتعاون مع شركة غوغل العالمية، وهي مبادرة تؤكد التزام الإمارات بخطواتها المتواصلة نحو التحول الرقمي، وتعزيز الأمن السيبراني، وتتماشى هذه المبادرة مع رؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات مركزاً عالمياً للتميز في الأمن السيبراني، كما تعكس حرص الدولة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، والالتزام ببناء منظومة رقمية آمنة ومتقدمة، تواكب التطورات العالمية، وتوفر بيئة موثوقة للأعمال والمؤسسات في مختلف القطاعات، وتجسّد الاستراتيجية الأوسع للدولة نحو الاستثمار في التقنيات الناشئة، وتمكين الكفاءات الوطنية لضمان الريادة الإقليمية والعالمية في مجالَي الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، ما يعزز من مكانة الدولة وجهةً رائدةً للابتكار والاستثمار في القطاع الرقمي.
وتأتي المبادرة في أعقاب الزيارة الرسمية التي قام بها سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم أبوظبي مستشار الأمن الوطني، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وشهدت لقاءات مكثفة جمعته بقادة ورؤساء عدد من الشركات العالمية الرائدة، بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الإمارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، حيث ركزت المناقشات على دور التقنيات الحديثة في تسريع النمو المستدام، ودعم الابتكار على المستوى العالمي، وتطوير البنية التحتية الرقمية التي تُعدّ أساساً لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة.
ويُعدّ تدشين المركز، بالتعاون بين مجلس الأمن السيبراني في الإمارات وشركة غوغل كلاود، ترجمةً لجهود الدولة المتواصلة، الهادفة إلى تعزيز قدرتها على التصدي للتهديدات السيبرانية، ودعم التحول الرقمي الآمن، ودعم الشركات الناشئة في مجال ريادة الأعمال، من خلال تمكينها من الاستفادة من خدمات «غوغل كلاود» المُصممة خصيصاً للشركات الناشئة.
جدير بالذكر أن شركة غوغل كلاود أعلنت، في وقت سابق، عن برنامج للمُسرّعات خلال العام الجاري، حيث يتم من خلاله اختيار 25 شركة ناشئة واعدة من منظومة Hub71، للمشاركة في برنامج مدته ثلاثة أشهر، يركز على استراتيجيات النمو القابلة للتوسع، وتحسين نماذج الأعمال، إضافة إلى ذلك ستكون جميع الشركات الناشئة ضمن منظومة Hub71 مؤهلة للحصول على تمويل من شركة غوغل كلاود، حيث يمكن لأفضلها أداءً أن تحصل على تمويل يصل إلى 300 ألف دولار، وهو ما يُعدّ الأعلى عالمياً.
ويُشكل المركز نموذجاً متميّزاً للتعاون البنّاء بين القطاعين الحكومي والخاص، وسيسهم في تطوير الكفاءات الوطنية، وتوفير بيئة موثوقة تدعم الأعمال والمؤسسات في إطار مسيرة التحول الرقمي الآمن في مختلف القطاعات، حيث ستقوم شركة غوغل كلاود، بدعم من مجلس الأمن السيبراني، باستثمارات كبيرة في تعزيز قدرات الحوسبة السحابية المتقدمة في الإمارات، وستعتمد هذه المبادرة على البنية التحتية العالمية الآمنة والقابلة للتوسع وعالية الأداء، التي توفرها شركة غوغل كلاود لتكون الأساس المطلوب للابتكار المتقدم في مجال الأمن السيبراني، بما يؤكد التزامها المستمر نحو مواكبة رؤية الإمارات للأمن السيبراني، وثقة الدولة في قدرات المنصة الأمنية العالمية لتعزيز مرونتها السيبرانية.
كما يعكس المركز التزام الإمارات باستشراف المستقبل الرقمي، حيث يسعى إلى تمكين الدولة في مواجهة التحديات السيبرانية المتنامية، وترسيخ ريادتها على الصعيدين الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.
وستسهم الشراكة مع شركة غوغل في دعم تبادل المعلومات حول التهديدات والاستخبارات السيبرانية، لتعزيز القدرات الدفاعية في مجال الأمن السيبراني.
ويُتوقع أن يُحقق المركز عوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة لدولة الإمارات، من خلال العمل على تقليل المخاطر الناجمة عن الهجمات السيبرانية، ودعم نمو قطاع التكنولوجيا، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، ووفقاً لدراسة أعدتها شركة Access Partnership، فإن تعزيز القدرات السيبرانية في الدولة، قد يُسهم في تفادي خسائر تُقدر بنحو 6.8 مليارات دولار ناتجة عن الجرائم السيبرانية بحلول عام 2030، كما سيساعد المشروع في توفير أكثر من 20 ألفاً و300 فرصة عمل في قطاع الأمن السيبراني، إلى جانب جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 1.4 مليار دولار خلال الفترة ذاتها.
وإضافة إلى ذلك، ستُعزز البيئة السيبرانية المتطورة في الدولة من سرعة التحول الرقمي، ما يرفع الإنتاجية الاقتصادية، ويدعم تنافسية الإمارات على المستوى العالمي.
ويأتي إطلاق هذا المركز كجزء من الجهود المستمرة لمجلس الأمن السيبراني في دولة الإمارات، الذي يتولى الإشراف على المشروع، لضمان تحقيق رؤية الدولة في بناء منظومة رقمية آمنة ومستدامة.
ويعكس المركز التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال، حيث يُعدّ نموذجاً للشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين رؤية القيادة الرشيدة وخبرات الشركات العالمية الرائدة مثل شركة غوغل، لتوفير بيئة تقنية متكاملة تدعم الابتكار، وتُعزز من مكانة الإمارات محوراً عالمياً للتكنولوجيا والأمن السيبراني.
وقال رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، إن هذا التعاون الاستراتيجي مع شركة غوغل كلاود «يمثّل إحدى ركائز رؤية دولة الإمارات لتكون دولة رائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، إذ لا تسعى المبادرة إلى معالجة التهديدات الحالية فحسب، بل تهدف أيضاً إلى إعداد جيل جديد من الخبراء المؤهلين، وتطوير حلول مبتكرة تؤمّن مستقبلنا الرقمي».
من جهتها، قالت المدير العام للأمن السيبراني في شركة غوغل كلاود لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، كريستينا بيتارش، إن «دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة لتكون في طليعة الدول بالأمن السيبراني، ونتشرف أن نكون شريكاً أساسياً في تحقيق هذه الرؤية المستقبلية».
وأضافت: «أهدافنا المشتركة تجمع بين البنية التحتية الرقمية المتطورة، وبيئة ابتكارية، ومنصة تدريبية لتأهيل الجيل القادم من المدافعين السيبرانيين».
وتجسّد هذه المبادرة رؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات في تعزيز الابتكار وبناء مستقبل رقمي آمن ومزدهر، ومن خلال التعاون مع شركة غوغل كلاود، تؤكد الإمارات التزامها طويل الأمد بتطوير البنية التحتية الرقمية، واستشراف التحديات المستقبلية، وترسيخ مكانتها واحدةً من الدول الرائدة عالمياً في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا الحديثة.
محاور استراتيجية
يرتكز التعاون مع شركة «غوغل كلاود» على محاور استراتيجية متعددة، تهدف إلى تعزيز التنمية السيبرانية المستدامة والاقتصاد الرقمي في الإمارات.
ومن أبرز هذه المحاور، البحث والتطوير والابتكار، حيث يتم التركيز على تطوير حلول متقدمة للأمن السيبراني من خلال أبحاث متخصصة، تُسهم في تعزيز الشراكة مع المؤسسات الأكاديمية العالمية، والمعاهد البحثية، وصُنّاع السياسات لتبادل المعرفة، وتعزيز التأثير، ودعم تبادل المعلومات بين القطاعات المختلفة.
وسيركز المركز على تقديم برامج تدريبية متخصصة، تهدف إلى دعم الشركات الناشئة والقطاعات المختلفة، لدعم قدرتها على مواجهة التهديدات السيبرانية المستقبلية، ما يعزز من دور الإمارات مركزاً لتطوير المواهب التقنية في المنطقة والعالم.
ويُعدّ وجود كوادر مؤهلة في الأمن السيبراني أمراً أساسياً لمواجهة التهديدات المعقدة بشكل متزايد، ولتلبية هذا الاحتياج، سيتم تنفيذ برنامج تدريبي معتمد من مجلس الأمن السيبراني داخل مركز التميز، يوفر فرصة فريدة داخل الدولة لتعلم المهارات مباشرة من خبراء يتعاملون مع أكثر الهجمات السيبرانية تعقيداً على مستوى العالم.
ويقدم هذا البرنامج دورات افتراضية تفاعلية وتطبيقية، تُمكن الأفراد والفرق من حماية الأنظمة الحيوية، والاستفادة من أدوات أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والاستجابة بفاعلية للحوادث السيبرانية، ويعتمد التدريب على أساليب تعلم قائمة على الأدوار والخبرات الواقعية المستمدة من اختراقات أمنية حقيقية، ما يسهم في إعداد الجيل الجديد من حماة الفضاء السيبراني في الإمارات.
وسيتم تنفيذ البرنامج من قبل شركة Mandiant التابعة لـ«غوغل كلاود»، وهو يستند إلى خبرة فريق Mandiant العالمي، الذي يمتلك أكثر من 20 عاماً من الخبرة الرائدة في التحقيق بالهجمات السيبرانية، ويرتكز البرنامج التدريبي على ما يلي:
• التعلم التجريبي: حيث يجمع بين الدورات النظرية التقليدية والتدريبات المتقدمة لمحاكاة الهجمات السيبرانية، التي يقدمها خبراء الأمن السيبراني من الكوادر المتميّزة في Mandiant.
• منصة لمحاكاة الهجمات: وتشمل منظومة مؤمَّنة تحاكي سيناريوهات واقعية لهجمات سيبرانية، حيث يشارك المتدربون في تمارين استجابة واقعية، تعكس تكتيكات مصادر التهديد المتطورة.
• خيارات تعلم مرنة: وتتضمن دورات ذاتية التعلم من خلال منصة شركة «غوغل كلاود» لتعزيز القدرات، حيث تتيح للموظفين الحكوميين في مختلف أنحاء الدولة الوصول إلى أكثر من 900 من الدورات التدريبية والاختبارات العملية، وغيرها من المهارات المختلفة في مجال الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
المبادرة تتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة لترسيخ مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للتميز في الأمن السيبراني.
. كريستينا بيتارش: دولة الإمارات تمتلك رؤية واضحة لتكون في طليعة الدول بالأمن السيبراني.