اخبار السعودية

أمريكا بين طرفين.. ازدواجية المعايير أخبار السعودية

تبدو خريطة منطقتنا في أشد حالاتها توتراً وقلقاً، هي دائمة الاضطراب منذ وقت طويل لكنها الآن على مشارف مرحلة غير مسبوقة في حساسيتها وخطورتها إذا لم يتم نزع الفتيل قبل الانفجار؛ الذي ستكون نتائجه شديدة السوء على المنطقة بأكملها.

لدينا ملفان ملتهبان؛ إسرائيل وعربدتها في غزة وتعدياتها على الأراضي السورية بشكل سافر واستمرار هجماتها على لبنان واستفزازاتها في المنطقة المتاخمة للحدود المصرية، أما الملف الثاني فهو التوتر المتزايد بين أمريكا وإيران في موضوع السلاح النووي الإيراني بشكل رئيسي ثم ميليشياتها ووكلائها في اليمن والعراق ولبنان، والملاحظ هو ازدواجية المعايير التي تتعامل بها إدارة ترمب مع الملفين، ففي الوقت الذي تغض بصرها وسمعها عن الممارسات الإسرائيلية الخطيرة، بل وتشجعها وتسوّغ لها الاستمرار والتوسع فيها رغم رفض الكتلة العربية والإسلامية لهذه الممارسات وتحذيرها من مغبة هذا التمادي وانعكاساته السلبية على الأمن الإقليمي ومصالح الدول بما فيها أمريكا وعلاقاتها، رغم ذلك فإنها تبدي تشدداً كبيراً فيما يخص إيران، وتلوح بخيار القوة في تدفق كبير لأساطيلها وعتادها العسكري إلى المنطقة، وعندما نضع في الحسبان طبيعة شخصية الرئيس ترمب المندفعة فإن تعثر المفاوضات الأمريكية الإيرانية لأي سبب قد يجعله ينفذ تهديده باستخدام القوة، ولنا أن نتخيل حال المنطقة والعالم إذا حدث هذا السيناريو.

صحيح أن إيران تمثل مشكلة إقليمية بتدخلاتها في بعض الدول وتبنيها ودعمها لتنظيمات أضرت بالدول الموجودة فيها، لكن إسرائيل تمثل أساس المشاكل في منطقتنا، والدعم الأمريكي المفتوح لها جعلها تتصرف بشكل مخالف لكل القوانين الدولية والقانون الإنساني الدولي والضوابط التي تحفظ للدول سيادتها وحقوقها الوطنية. لقد أصبحت إسرائيل تستفز العالم العربي والإسلامي بشكل غير مسبوق تحت الغطاء الحمائي الأمريكي، فهي تريد احتلال مزيد من الأراضي داخل فلسطين وجوارها، وتعتزم تهجير سكان غزة إلى بلدان العالم في سابقة لم تحدث طوال عمر القضية الفلسطينية، وبالطبع نحن نعرف من فتح هذا الباب ومن اقترح التهجير.

أمريكا تريد حل مشكلة فيما يتعلق بالنووي الإيراني، لكنها تفاقم مشكلة أكبر في جانب الكوارث التي ترتكبها إسرائيل، وحتى لو وصلت إلى تسوية سياسية مع إيران فإن ترك إسرائيل مستمرة في فوضاها لن يدفع بالمنطقة إلى بر السلام.

أخبار ذات صلة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى