محافظة القدس: إسرائيل صادرت 1398دونما في 3 أشهر

اقتحم مئات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في رابع أيام «عيد الفصح اليهودي».
ونقلا عن محافظة القدس فقد اقتحم نحو 888 مستوطنا ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات متتالية، وأدوا طقوسا تلمودية حيث بلغ عدد المقتحمين في الأيام الأربعة نحو 4600 مستوطن.
وفرضت شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، حيث حولت المسجد ومحيطه إلى ثكنة عسكرية، ومنعت دخول العديد من المواطنين إليه، واحتجزت بطاقاتهم الشخصية عند البوابات الخارجية.
وبالتزامن، اقتحم مستوطنون مقبرة باب الرحمة وأدوا طقوسا تلمودية في انتهاك سافر لقدسية المقبرة.
وتحظى مقبرة باب الرحمة بأهمية دينية وتاريخية بالغة، إذ تضم قبور عدد من الصحابة والعلماء والقيادات الإسلامية وشهداء الفتوحات الإسلامية، وتشكل امتدادًا من باب الأسباط حتى نهاية السور الشرقي للمسجد الأقصى، وصولاً إلى منطقة القصور الأموية جنوب المسجد.
وتأتي هذه الاقتحامات ضمن مسلسل متواصل من الاعتداءات التي تتعرض لها المقبرة من قبل سلطات الاحتلال والجماعات الاستيطانية، في محاولة لتغيير طابعها الإسلامي التاريخي وفرض وقائع جديدة على الأرض. وتكمن خطورة الطقوس التلمودية التي تُقام في محيط المقبرة في ارتباطها بروايات تلمودية مزعومة، تزعم أن المقبرة تقع قرب ما يسمونه «حجارة الهيكل»، ما يفتح شهية جماعات «الهيكل المزعوم» للاستيلاء على الموقع وفرض سيطرة عليه ضمن مخططاتهم التهويدية.
وأطلقت جماعة «جبل الهيكل في أيدينا» المتطرفة حملات ترويجية لتشجيع المستوطنين على اقتحام الأقصى، شملت توفير مواصلات بأسعار مخفضة، وتنظيم جولات مجانية، ضمن ما أسمته «أيام الاقتحامات المركزية» خلال فترة «عيد الفصح».
مصادرة أراض
وفي سياق مواز، قالت محافظة القدس، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي استولت على ما يزيد على 1398 دونما من أراضي محافظة القدس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وأضافت في بيان صحافي أن «تصعيد سلطات الاحتلال سياستها الاستعمارية يشكّل اعتداءً صارخًا على حقوق شعبنا، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن 242 و2334، اللذان يؤكدان عدم شرعية الاستعمار في الأراضي المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية».
ولفتت المحافظة الانتباه إلى قرارات الاستيلاء التي أصدرتها سلطات الاحتلال، والتي جاءت بذريعة توسعة الشوارع كما هو الحال في شارع رقم «45» الاستعماري، أو لتوسيع مستعمرات قائمة كـ»جفعات بنيامين»، أو من خلال ضم البؤر الاستعمارية وتحويلها إلى مستعمرات رسمية كما حدث مع «بني آدم»، كما تم الإعلان عن إقامة مشاريع بنى تحتية تخدم المشروع الاستعماري في قلب الأحياء الفلسطينية مثل: واد الجوز، والرام، وكفر عقب، ومخماس، وقلنديا.
وشددت، على أن «المخططات الاستعمارية التي جرى الإعلان عنها، ومن بينها سبع مخططات استعمارية جديدة، تعكس توجهًا واضحًا نحو تهويد المدينة وفرض واقع ديموغرافي جديد، من خلال الاستيلاء على أراضٍ فلسطينية وإجبار سكانها الأصليين على تركها، لا سيما ما يحدث في حي الشيخ جراح، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى إقامة مستعمرة «نحلات شمعون» على حساب سكان الحي المقدسيين، الذين يُعتبرون مستأجرين محميين وفق القانون الأردني الساري في القدس الشرقية».
وحذرت محافظة القدس، من المشروع الاستعماري المعروف بـ»القدس الكبرى»، والذي تسعى حكومة الاحتلال من خلاله إلى ضم 223 كم مربعا من أراضي الضفة الغربية إلى بلدية القدس، وما يتضمنه من ضم 14 مستعمرة، ضمن ثلاثة تجمعات استعمارية ضخمة، تهدف إلى تقطيع أوصال الضفة الغربية ومحاصرة مدينة القدس وفصلها عن محيطها الفلسطيني.
كما حذرت المحافظة، من مشاركة بلدية الاحتلال بشكل مباشر لأول مرة في مشاريع استعمارية تقع في أحياء فلسطينية داخل المدينة، الأمر الذي يبرهن على تورط مؤسسات الاحتلال الرسمية بشكل متزايد في تنفيذ خطط التهويد وتغيير الطابع العربي الفلسطيني للقدس.
الحرم الإبراهيمي
وفي الخليل، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منطقة باب الزاوية وسط المدينة و»شارع بئر السبع» المؤدي إليها، لتأمين اقتحام المستوطنين موقعًا أثريًا.
وذكر شهود عيان أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منطقة باب الزاوية وسط المدينة، وأغلقت شارع «بئر السبع» المؤدي إليها، وأجبرت أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها، وفرّقت المواطنين وأخلت المنطقة بالقوة، لتوفير الحماية لعشرات المستوطنين المتطرفين.
وأجبرت عددا من المدارس القريبة على تسريح الطلبة وتعطيل العملية التعليمية لهذا اليوم.
وفي السياق ذاته، يواصل آلاف المستوطنين، منذ يوم الثلاثاء، اقتحام الحرم الإبراهيمي الشريف وتدنيسه، وإقامة شعائر تلمودية وحفلات صاخبة في أروقة الحرم وساحاته الداخلية والخارجية، بقيادة الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يرافقه عدد كبير من قادة المستعمرين المتطرفين.
وتشهد مدينة الخليل تصعيدا كبيرا في اقتحامات المستوطنين للأماكن الأثرية والدينية، التي ترافقها تشديدات أمنية وإجراءات قمعية وإغلاقات تفرضها قوات الاحتلال لتأمين تلك الاقتحامات، وكان آخرها إغلاقها يوم الثلاثاء الحرم الإبراهيمي الشريف والمناطق المحيطة به بشكل كامل، ومنع المواطنين من التنقل والحركة والوصول إليه، وفتحه أمام المستعمرين لتدنيسه بحجة الأعياد اليهودية.
كان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، اقتحم الحرم مساء الثلاثاء وسط إجراءات أمنية مشددة، وأدى وعشرات المستوطنين رقصات تلمودية في باحات الحرم الإبراهيمي. ويأتي ذلك، بالتزامن مع قرار سلطات الاحتلال إغلاق الحرم الإبراهيمي أمام المصلين المسلمين منذ أيام بمناسبة عيد الفصح، وفتحه بالكامل أمام المستوطنين.