اخبار الإمارات

ورطة المناسبات الاجتماعية

ت + ت الحجم الطبيعي

في حياتنا توجد الكثير من المناسبات الاجتماعية، متعددة ومتنوعة، ممكن نعتبرها بوابة مهمة للتعرف على الناس، والانفتاح على الآخر، وربما، حلاً للمشاكل التي نواجهها بين بعضنا البعض، وحلاً لخلافاتنا القديمة، البعض قد يعتبرها مضيعة للوقت، وهدراً لوقته وحياته، ففي رمضان والأعياد تكثر زيارات الأهل وبين الأسر والإخوة والأصدقاء وغيرهم، وكلها مناسبات جميلة، تعمق أواصر الرحمة وصلة الرحم، وتقرب بين الأقرباء، وتبعد الخلافات، ولكن للأسف يلاحظ أحياناً أن البعض يعتبرها ورطة ومصيبة، وبالأخص إذا كانت هناك خلافات بين الإخوة وفي الأسرة، فقد تتزايد تلك الخلافات، وتتفاقم أثناء التجمعات الأسرية، وقد تنتهي بالمقاطعة أو المشاجرة والخصام وإلقاء وابل من الشتم والكلمات الجارحة!

إن المناسبات الاجتماعية فرصة للتلاقي والتحاب والتقارب بين أفراد الأسرة، وفرصة لربط أواصر القربى والتراحم واستذكار الطفولة، وتعريف الأجيال بأسرهم الممتدة، مثل الجد والجدة والأعمام والأخوال وأفراد القبيلة والجيران والأصدقاء وغيرهم.

بعض الأشخاص خلال الإجازات ينسحب من حياته الاجتماعية وواجباته، ويبحث عن الأعذار، فتجده يحجز تذكرة سفر مع أطفاله، ويبتعد عن محيط الأسرة والتقارب الاجتماعي، والأعذار بعضها واهية لا أساس لها، إذ إن الطفل ينشأ في محيط فيه الكثير من الخلافات والمشاكل، وهناك قطيعة بين الإخوة والوالدين وأبناء العم والخال ونحوهم، والقطيعة يكبر الطفل معها فتصبح جزءاً من نشأته وتربيته، ولا يعرف سببها إلا كل ما يسمعه من أفراد أسرته، ومبررات قديمة وشخصية تضيع الكثير من صلات الأرحام، ولكنها تعتبر جسيمة ومكلفة اجتماعياً للفرد في المستقبل.

البعض يعتبر العلاقات الاجتماعية مضيعة للوقت، فلا يتواصل مع أسرته وأصدقائه، ويصل إلى حد تجاهل مكالماتهم، فتكبر الفجوة والجفاء بين الجميع، وتصل لحد القطيعة، ومع الوقت يصبح هناك تجاهل لأي اتصالات معه أو تواصل شخصي، فلا تتوقع نتيجة إيجابية من فلان قطعت علاقاتك معه، ثم رجعت لتطلب منه حاجة أو طلباً أو غيره، إن التعامل يكون بالمثل، إن حياتنا الاجتماعية في محيط أسرنا ووظائفنا عبارة عن سلسلة تفاعلات بيننا وبالناس، الذين نتعامل معهم، فالإنسان كائن اجتماعي يتفاعل وينشط ويتحرك، ويحتك بالآخرين، ربما أحياناً أفكارنا قد تقودنا إلى السلبيات، والبعد عن الناس، ولكن نحن من نصنع الورطة في أنفسنا عندما لا نعرف كيف نتعامل مع الآخرين، وربما سوء الظن قد يقودنا إلى الكثير من السلبيات والبعد عن الناس، ربما نحتاج إلى أن نتبع المثل (التمس لأخيك سبعين عذراً)، وقولَ نبيِّك، صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ؛ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ»، نعم، نحتاج إلى الإيجابية المحملة بالتماس العذر للآخرين، سوف تجعلنا نتجاوز الكثير من اللبس والخطأ، والكثير من المواقف العصيبة، وكأنها لم تحدث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى