قد يعود الهلال بكأس آسيا، وقد يخسر الكأس، ويعود دون أن يحقق الإنجاز الذي ينتظره جمهوره منه، وفي كلتا الحالتين لا يمكن أن يكون الهلال ضحية لأي ظروف جعلته يخسر البطولة، فلا جدولة المباريات التي اشتكى منها الهلاليون، ولا المنع من التسجيل كانا سببًا في خسارة الكأس الآسيوية متى ما حدثت رغم أنني لم أرم المنديل كما فعل الهلاليون بعد مباراة الذهاب في الرياض، التي انتهت بالتعادل الإيجابي، والذي يصبُّ في مصلحة الفريق الياباني أوراوا، لكن يبقى الهلال الفريق المتمرس في هذه البطولة، والتي حققها بعد سنوات طويلة من الصبر والانتظار؛ لذلك تبقى حظوظ الهلال هي الأوفر لحصد البطولة، ولن يدخل الهلال نفق الأعذار والمبررات، ولن تكون هناك أسباب لفعل هذا الشيء مهما كانت النتيجة؛ لأن الهلاليين أنفسهم يرفضون هذا الأمر، بل إنهم يطالبون بالانتصارات وتحقيق البطولات مهما كانت الظروف. قد يكون هذا الأمر إيجابيًّا وتميزًا للهلال عن غيره من الأندية، فحالة الخذلان التي يعيشها المشجع الهلالي لها ردة فعل قاسية جدًّا على الفريق بكل مكوناته؛ لذلك يبدو أن الفريق يستمد قوته من حالة الخوف التي يستشعرها الفريق الهلالي كمنظومة، فقسوة المدرج يصعب تحملها، وهم لا يجدون مخرجًا منها إلا حين يحققون الانتصار والإنجازات، وهذا تحديدًا ما تفتقده الأندية السعودية الأخرى المنافسة على البطولات، فبعض جماهير الأندية الأخرى مع كل إخفاق يذهبون لـ(الطبطبة) ومراعاة مشاعر اللاعبين والإدارة، ويبحثون عن مبررات لا معنى لها وأعذار (بليدة)، لن تقدم للفريق أي فائدة، بل على العكس ستجعل العمل يضعف، والحماس يتلاشى؛ لأن المدرج سيتكفل بإيجاد العذر المناسب، ومن ثم يصبح اللاعب في مأمن من أي ردة فعل قاسية من الجمهور.
لو أمعنّا النظر في أحداث الأيام القليلة الماضية، وقارنّا ردة فعل الجمهور بين خروج النصر من كأس الملك على يد الوحدة، وتعادل الهلال في البطولة الآسيوية، سنجد في الطرف النصراوي كثيرين قد ذهبوا لوضع سلسلة من الأعذار لحماية اللاعب النصراوي، ومن خلفه إدارة النصر، بينما في الهلال الأمر مختلف تمامًا، فقد كانت ردة الفعل قاسية، وخصوصًا على نجم الفريق الأول «سالم الدوسري»، الذي خرج مطرودًا من المباراة، وكذلك على مدرب الفريق «دياز»، الذي حقق للهلاليين الكثير من البطولات، وقادهم للفوز على الاتحاد وللوصول بهم إلى نهائي كأس الملك ضد الوحدة، هذه التفاصيل مهمة جدًّا، وقد تكون سببًا في صنع الإنجاز والاستمرار في حصد البطولات.
في كرة القدم التنافسية وخاصة في المنافسات الكبيرة والمهمة من المفترض أن تختفي الأعذار والتبريرات، طالما الأهداف واضحة من البداية، وتتمحور حول المنافسة على البطولات وحصد الألقاب، فأي تفاصيل تعطل تحقيق هذا الهدف غير مهمة، وهي تعتبر فشلًا واضحًا في منظومة العمل، يستوجب وقفة عامة من الجميع وعدم قبول أي عذر؛ لأن استمرار التبريرات والأعذار لن يصنع إنجازًا لأي فريق، بل على العكس ستكون سببًا مباشرًا لتردي النتائج في المستقبل، والوصول لمرحلة يصعب الرجوع منها.
ودمتم بخير،،،