رقائق الثلج.. مُكاء مُنطفئ.. بُكاء مُتكئ أخبار السعودية
•• •• ••
حين يقع أحد من أبنائنا في مآزق الحياة وعُقدِها، ويفقد القدرة على تحملها؛ يغرق في دائرة «التحطيم الروحي» المدمرة للذة.. وعندما ينظر للمعضلات الضئيلة بعجز وإخفاق؛ يُنهَك نفسياً لفقده المقاومة، ويصاب بعِلة الإعياء ووعكة الانكسار، فيُبَاد بداء «الهشاشة النفسية» القاتلة.. ولما يعجز عن إيجاد حلول لصعوبات الأيام وعوائقها؛ تسيطر عليه الأحاسيس الخامدة، وتسكنه الأزمات المتراكمة، فيقهر ذاته باعتزال مجالس الناس.
•• •• ••
بين جيل صلب يعي الحاضر ويرمق للمستقبل، وجيل رخْو يحيي اللحظة لا يستطيع مغادرتها؛ هروب من الحياة، وغرقٌ في اللاشيء.. وبين واهِن يلعب دور الضحية، ومُهِين مُنكسر رقيق الجِلْد؛ تركيبة خنوع خالية من تكتُّل صَلْد يواجه به عراقيل الحياة وصدماتها.. وبين تقوقع أزلي مُتخلٍّ عن النضج، وتوقع أبدي مُتنحٍ عن النضح؛ دلال مفرط يُحدِث قلقاً وتوتراً، وابتعاداً عن عالم الوجود.
•• •• ••
في التبرُّم من مشاق الحياة بالبقاء على جلباب الصبا؛ رؤية هشة آيلة للسقوط تحت شعار «الحياة شاقة، فاعتزل ما يؤذيك».. ومن يسخر من العصر الذي يعيش فيه؛ تنقلب عليه الموازين لينطفئ كما تنطفئ النجوم بصمت كئيب، فيموت في الحياة مبكراً.. أما من ينظر للفحم على أنه نجم، ويتكئ على جدار القمر؛ لن تغمره الحياة المظلمة بقواميسها ونواميسها إلا مُكَاءً وتصدية.
•• •• ••
عند كلام «ابن القيم»: «ومن عرف قدر التفاوت آثر ما ينبغي إيثاره»؛ تأكيد لأهمية استخدام طريقة «الأمان» لحل مشكلات الأبناء.. وأولئك المراهقون المعاقون جسدياً وفكرياً ونفسياً وذهنياً، المتهربون من أثقال الحياة الواقعية وضغوطاتها؛ يتحطمون مع أول صدمة حقيقية تصادف حياتهم.. فإذا تعلَّم الأبناء من آبائهم العادات القديمة بتأصيلها وتفاصيلها؛ لن ينقطع حبل الماضي، ولا تعاقبهم الحياة، ولا تنهش الغربان جراحهم.