اخبار الإمارات

بين الاختلاف والخلاف

ت + ت الحجم الطبيعي

الخلافات اليومية واقع لا يمكن تفاديه ولا يمكن تجنبه، أحياناً تشعر بأنك أصبحت جزءاً من هذا الواقع دون أن تدري، لكن المشكلة في خلافاتنا أنها أحياناً تنتهي بخلاف وخصام بين الطرفين ولا يصل أي طرف من الأطراف إلى نتيجة، بل قد يتزايد الخصام والزعل ويمتد لسنوات طويلة، إن البديهي عند حدوث خلاف أن نسمع من الطرفين، ولكن البعض يفقد ثقافة الإنصات والاستماع، فتظل بعض الخصومات عالقة ولا تصل لأي حل، بل قد تتفاقم، والسبب عدم وجود ثقافة يمكن أن تحتويها، فنلاحظ أن مثل هذه الحالة موجودة في مجالسنا وأعمالنا وأسرنا، على سبيل المثال نسمع مثل هذه الخلافات حاصلة بين الأزواج وفي مقار العمل، لدينا قائمة طويلة من الخلافات تحدث أمامنا بشكل يومي، مثل هذه الأمور مع الوقت تستنزف حياتنا وصحتنا ونفسيتنا، إننا بحاجة إلى نشر ثقافة الإصغاء بيننا،

لأن كل شخص له وجهة نظر مختلفة عن الآخر، لهذا من المفترض تعلّم كيفية تقبل الأمور دون حساسية.
يقول الفيلسوف ريتشارد ويتلي: «إن تمنينا أن يكون الحق في صفنا شيء، وتمنينا مخلصين أن نكون في صف الحق شيء آخر». سيناريوهات كثيرة تحدث في الحياة، فعندما يحدث الخلاف بين الزوجين على اختيار السكن مثلاً، قد يختار الزوج مكاناً معيناً يناسب عمله، وغيرها من الأسباب ولكن قد يكون رأي الزوجة مختلفاً، من هنا تبدأ الخلافات تتصاعد وتصل إلى أعلى مستوى، ولكننا قد نتساءل: من المخطئ؟، أو على من يقع الخطأ؟ الجميع في الخلافات يحاول أن يقنع الجميع بأنه على صواب، الجميع لديه مبرراته وطرقه وأساليبه، لهذا المطلوب عند وقوع الخلافات أن نحاول الإصغاء والبعد عن الحساسية والضغط النفسي والقسوة على النفس، أعتقد أن الخلافات يمكن أن تحل بشكل عفوي، أحياناً في موضوع الخلاف والاختلاف قد تتصاعد الصراعات نتيجة عدم وضوح هذه المفاهيم، فالاختلاف هو التنوع والتعدد والتغير وطرح الأفكار والآراء، والخلاف هو التنازع والتعارض، وقد يصل إلى الخصام والزعل، لكن يجب أن نفرق بين المفهومين حتى يمكننا الوصول إلى حل، في جميع الحالات نحن بحاجة إلى الاستماع إلى الرأي المخالف وتقبله بكل احترام حتى إن كان مختلفاً معنا في الطرح والأفكار، ربما علينا تعلّم أن الاختلاف يعتبر جزءاً من العلاقات في المجتمع، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية، لا يمكن أن يكون الاختلاف وسيلة لحل الخلاف، علينا تقبل الآراء واحتواؤها بطرق ذكية، فاختلافي عنك لا يعني اختلافي معك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى