تجاوزنا الحد الآمن.. ما هي أقصى درجة حرارة يمكن أن يتحملها الإنسان؟
02:09 م
الخميس 20 يوليه 2023
حطمت درجات الحرارة المرتفعة الأرقام القياسية في جميع أنحاء العالم، حيث يعاني ملايين الأشخاص من الحرارة والرطوبة فوق المستوى “الطبيعي” لأيام متتالية.
وبلغت درجة حرارة وادي الموت في أمريكا 53.3 درجة مئوية في 16 يوليو 2023، ويرجح أن الأسبوع الأول من شهر يوليو الجاري كان الأكثر سخونة على الإطلاق على كوكب الأرض.
أحد الأسئلة التي يطرحها الكثير من الناس هو: “ما هي أقصى درجة حرارة يمكن أن يحتملها الإنسان؟”
والإجابة هنا لا تتعلق بدرجة الحرارة التي تراها على مقياس الحرارة. بل تتعلق أيضًا بالرطوبة، حسب موقع ساينس ألرت.
تؤدي الحرارة والرطوبة معًا إلى تعريض الناس لخطر متزايد، ويصبح هذا المزيج خطيرًا عند مستويات أقل مما كان يعتقد العلماء سابقًا.
أفادت دراسة سابقة نُشرت عام 2010 أن 46 درجة مع رطوبة 50% تمثل الحد الأقصى للسلامة، وبعدا لا يستطيع جسم الإنسان تبريد نفسه عن طريق تبخير العرق من سطح الجسم للحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية مستقرة.
ولاختبار هذه الفرضية، أجرى الباحثون تجربة بمشاركة عدد من المتطوعين، وابتلع كل مشارك حبة صغيرة للقياس عن بعد تراقب باستمرار درجة حرارة الجسم أو درجة حرارة الجسد. ثم جلسوا في غرفة بيئية، متحركين بما يكفي لمحاكاة الحد الأدنى من أنشطة الحياة اليومية، مثل الاستحمام والطهي وتناول الطعام.
رفع الباحثون ببطء إما درجة الحرارة في الغرفة أو الرطوبة في مئات التجارب المنفصلة وراقبوا متى بدأت درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع.
هذا المزيج من درجة الحرارة والرطوبة الذي تبدأ عنده درجة حرارة الجسم الأساسية في الارتفاع باستمرار يسمى “الحد البيئي الحرج”.
تحت هذه الحدود، يكون الجسم قادرًا على الحفاظ على درجة حرارة أساسية مستقرة نسبيًا على مدى فترات طويلة من الزمن. فوق هذه الحدود، ترتفع درجة الحرارة الأساسية بشكل مستمر ويزداد خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة مع التعرض لفترات طويلة.
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، يجب على القلب أن يعمل بجهد أكبر لضخ تدفق الدم إلى الجلد لتبديد الحرارة، وعندما تتعرق أيضًا، فإن ذلك يقلل من سوائل الجسم. في الحالة الأكثر خطورة، يمكن أن يؤدي التعرض لفترات طويلة إلى ضربة شمس، وهي مشكلة تهدد الحياة وتتطلب تبريدًا فوريًا وعلاجًا طبيًا.
تُظهر الدراسات حول الشباب والشابات الأصحاء أن الحد البيئي الآمن أقل من 35 درجة مئوية، مع 50% من الرطوبة النسبية، أما الحدود الحرجة فهي 38 درجة مع رطوبة 60%.
وتتجاوز موجات الحرارة الحالية في جميع أنحاء العالم تلك الحدود البيئية الحرجة.
وأظهرت ورقة بحثية حديثة أن معدل ضربات القلب يبدأ في الارتفاع قبل أن ترتفع درجة الحرارة الأساسية لدينا، حيث نقوم بضخ الدم إلى الجلد. وعلى الرغم من أن تجاوز هذه الحدود لا يمثل بالضرورة سيناريو أسوأ الحالات، فقد يصبح التعرض لفترات طويلة أمرًا رهيباً بالنسبة للفئات الضعيفة من السكان مثل كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
ويشكل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا حوالي 80٪ إلى 90٪ من ضحايا موجة الحر.