الزارع يزرع القيم في «تعليم جدة» ويرحل للرياض أخبار السعودية
لم يكمل «البروف» نايف الزارع العام والنصف مديراً عاماً لتعليم جدة، إلا أن هذه الفترة كانت كافية لإصلاح العديد من الملفات العالقة في «تعليم جدة» منذ أن رحل عبدالله الثقفي. استطاع الزارع برؤيته الإدارية وحكمته التربوية أن يفرض أسلوبه السهل الممتنع على الملفات والقضايا التعليمية كافة، حتى أنهاها بمساعدة طواقم التعليم من مساعدين ومديري إدارات ومديري مكاتب. 15 شهراً قضاها الزارع بين إدارات وأقسام تعليم جدة منظماً ومحفزاً ومشجعاً. وضع الإدارات في كفة ومكاتب التعليم بنين وبنات في كفة أخرى. لم يظهر يوماً من الأيام بوجه عبوس بل كانت ابتسامته المحفزة وملامحه المطمئنة هي ديدنه وأسلوبه.
أحب الزارع العمل اليومي في «تعليم جدة» فأحبه الجميع، بادله موظفو الإدارة الحب بالحب والاحترام بمثله؛ قيادات ومشرفين وإداريين ومعلمين وطلاباً. لم يغلق بابه يوماً، بل سخّر كل طاقم مكتبه لتنظيم وضرورة مقابلة جميع من يرغب لقاءه وتقديم شكوى أو استفسار. كان ينهي طلبات المراجعين كافة، ثم يتفرغ للتحفيز والتشجيع بحضور الفعاليات والمناسبات اللاصفية لإيمانه بأهميتها ودورها في اكتمال منظومة التعليم العام.
ولعل أهم ما أنجزه الزارع خلال فترة عمله تحقيق الإدارة عدداً كبيراً من الإنجازات والفوز بميداليات واستحقاقات عالمية، إذ حققت الإدارة أكثر من 352 ميدالية عالمية في مختلف المسابقات، وعملت الإدارة بنجاح في عهده على «منصة رواء الرقمية لرعاية الموهبين» وتأهل أكثر من ستة فرق من الطلاب والطالبات الموهوبين ضمن 89 فريقاً مثلت السعودية في مسابقة تحدي علوم المستقبل الافتراضية الموسم الثاني 2022. وعلى مستوى تحدي القراءة العربي شكلت الإدارة في عهده حراكاً ثقافياً غير مسبوق على مستوى «تعليم جدة»، استثماراً لمشروع تحدي القراءة العربي، ما خلق فرصاً للتطوير المعرفي والتقدم القرائي إيمانا بدور القراءة الحرة في تجويد نواتج التعلم وفق رؤية المملكة 2030، إضافة إلى رعايته واهتمامه بمسابقة «فنون جدة» التي بات ينتظرها الطلاب والطالبات في كل عام، إذ أوجدت حراكاً تشكيلياً بين الطلاب والطالبات وكبار الفنانين التشكيليين في السعودية.
وفي مجال «التحول الرقمي» شرعت الإدارة في تنفيذ مشروع الشاشات التفاعلية وتكنولوجيا التعليم لتقديم الدروس التطبيقية عن طريق الشاشات التفاعلية في المدارس على مستوى الإدارة والوزارة.
وعمدت الإدارة إلى توزيع المدارس في الأحياء المتأثرة بالإزالة وفق خطط إعادة رسم الخريطة المدرسية.
ونجحت الإدارة في التحول الرقمي في المدرسة من خلال بوابة التجهيزات المدرسية، وهي بوابة ذكية تفاعلية تقدم خدمات إدارة التجهيزات المدرسية بشكل إلكتروني في ما يخص الاحتياج والصرف والمستلزمات التعليمية من أثاث وخلافه.
كما وزعت الإدارة أكثر من 4 آلاف شتلة ضمن مبادرة المحافظة «جدة الخضراء» على 177 مدرسة تقوم بزرعها في محيطها، وأكملت مشروع التحول الرقمي للمدارس وتحويل جميع المعاملات الورقية إلى إلكترونية وإنشاء وتفعيل جميع الحسابات الوزارية وربطها بالنظام، وتقديم الدعم الفني، إضافة إلى انشاء دليل الفرص الاستثمارية.
وفي التحدي الأكبر الذي واجهته إدارة تعليم جدة في المدارس المغلقة والأحياء المزالة نجحت الإدارة في معالجة المدارس المغلقة والمضمومة، وتوزيع الزيادة من شاغلي الوظائف التعليمية في مدارس الضمّ والإغلاق، والاستفادة من الزيادة في المدارس التي بها عجز من المعلمين والمعلمات.
وكرمت الإدارة عدداً كبيراً من المعلمين والمعلمات في كرنفال كبير في يوم المعلم العالمي.
كما حصلت الادارة على بطولة المملكة بنين وبنات 2022، وفازت بجائزة مكة للتميز العمراني، وتشكيل لجنة الشراكات المجتمعية، وحصلت الإدارة على المركز الأول في وزارة الموارد البشرية في العمل التطوعي.
كما نجح الزارع في إعادة هيكلة المكاتب والمباني الإدارية للإدارة العامة، وتأسيس عمل مؤسسي ومنظم للمسؤولية الاجتماعية والشراكات المجتمعية مع مؤسسات المجتمع المدني على كافة المستويات.
إنها حقبة زمنية مختلفة في «تعليم جدة» شهدت العديد من الإنجازات وتنظيم وتجويد العمل بالقيم الأخلاقية للعمل المنظم.
وعزاؤنا في رحيل «البروف» نايف الزارع أنه انتقل إلى العاصة الرياض ليستمر عطاؤه في معقل تعليمي آخر مهم مديراً للمنطقة التعليمية.
والمتأمل في سيرة مدير عام تعليم محافظة جدة منال بنت مبارك اللهيبي يوقن أن القادم بحول الله أجمل، سيما مع وجود مساعدين وقيادات أكفاء يملكون من الخبرات التعليمية والتربوية ما يضمن اكتمال مسيرة الإنجاز والتميز. منال اللهيبي أنموذج للقيادي المتوقد حماساً، تتصرف بحكمة، تعمل بالنظام وروح النظام، تواصلها جيد مع الجميع، متعاطفة بحزم، طموحة نحو التغيير، شغوفة بالنجاح، تهتم بفرق عملها وبكل التفاصيل، تؤمن بصناعة القادة، وتعمل مع الجميع لإحداث التغيير، وهذه هي صفات القيادي الناجح.