كيف يؤثر قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج في سبتمبر على أسعار النفط؟.. خبراء

04:21 م
الثلاثاء 05 أغسطس 2025
كتبت- دينا كرم:
قرر تحالف “أوبك+” في اجتماعه أمس الأول زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من سبتمبر المقبل وذلك للمرة الرابعة على التوالي، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير هذه الخطوة على أسعار النفط العالمية خلال الفترة المقبلة.
قرار أوبك+ يعكس تحسن الطلب ولن يؤثر بقوة على الأسعار
قال الدكتور أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، لـ”مصراوي”، إن قرار أوبك+ لن يؤثر بشكل كبير على الأسعار، موضحًا أن التحالف قرر زيادة الإنتاج بناءً على توقعات بتحسن الطلب العالمي، بسبب تراجع تأثير الرسوم الجمركية.
وأضاف معطي أن الطلب العالمي على الطاقة في تحسن، خصوصًا مع نشاط المصانع وحركة النقل، وأوبك+ رأت أن التوقيت مناسب لزيادة الإنتاج تدريجيًا، خاصة مع توقعاتها الإيجابية بشأن نمو الاقتصاد العالمي، ما يعني أن القرار جاء كاستجابة لتطورات إيجابية.
وأشار إلى أن تأثير القرار حتى الآن على أسعار النفط كان محدودًا، حيث تراجع خام برنت من 69.7 إلى 68.1 دولار فقط، وهو ما يؤكد أن السوق امتص القرار دون رد فعل عنيف.
وتوقع أن تتحرك الأسعار خلال الفترة المقبلة في نطاق يتراوح بين 60 و75 دولارًا للبرميل، مع احتمالية وصولها إلى 80 دولارًا في حال وقوع أزمة أو توترات جيوسياسية.
وأوضح معطي أن هناك أيضًا عاملًا سياسيًا يتعلق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قدم وعود ببنزين رخيص وطاقة نظيفة، ومن ثم يعمل على زيادة إنتاج النفط الأمريكي لضبط الأسعار، وهو ما ظهر في اتفاقيات التوريد التي أبرمها مع الاتحاد الأوروبي.
زيادة الإنتاج تحسبًا لتوترات جيوسياسية
وقال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن الأسعار حاليًا تتراوح بين 71.8 دولار لبرميل خام برنت و68.3 دولار لخام غرب تكساس، لافتًا إلى أن التحركات الأخيرة لأوبك+ جاءت بعد حالة من التوازن النسبي في السوق، واستقرار الطلب.
وأوضح القليوبي لـ “مصراوي” أن زيادة الإنتاج جاءت أيضًا تحسبًا لأي تطورات قد تؤثر على حركة الشحن النفطي، خاصة في ظل التوترات التي شهدتها المنطقة الفترة الماضية بسبب الحرب الإسرائيلية مع إيران، والتي دفعت التحالف لزيادة الإمدادات بنحو مليون برميل كنوع من الوقاية.
وأشار إلى أن الاجتماع الأخير لأوبك+ حافظ على فائض قدره مليون برميل يوميًا، ومع ذلك ظل السوق مستقرًا نتيجة وجود تعاقدات طويلة الأجل وامتصاص تدريجي للمعروض الإضافي، مضيفًا أن شهر أغسطس سيشهد “جس نبض” للسوق قبل الاجتماع المقبل في 7 سبتمبر.
وأكد القليوبي أن التحالف قد يتجه مجددًا إلى خفض الإنتاج، إذا ظهرت زيادة كبيرة في إمدادات ما يسميها بـ”أوبك الظل”، وهي الدول أو الشركات المنتجة من خارج التحالف، والتي قد تضخ ما يصل إلى 1.5 مليون برميل إضافي خلال الفترة المقبلة، مما قد يدفع الأسعار للهبوط إلى 65 دولارًا للبرميل.
التحالف يسعى للحفاظ على ربحية متوازنة مع تحسن الطلب
وقال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن التحالف يسعى من خلال هذا القرار إلى الحفاظ على مستويات ربحية مناسبة، موضحًا أن بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة جدًا مع وجود توترات سياسية قد يضر بالمبيعات.
وأضاف الإدريسي لـ”مصراوي” أن الزيادة الأخيرة تستهدف الحفاظ على التوازن في السوق، وزيادة المعروض في ظل تحسن الطلب مؤخرًا بفعل درجات الحرارة المرتفعة، لكن مع دخول فصل الخريف وتراجع درجات الحرارة، قد ينخفض الطلب مجددًا، ما قد يخلق فائضًا بسيطًا في السوق.
واتفق الخبراء الثلاثة على أن تأثير القرار على السوق المصري يتوقف بشكل كبير على استقرار سعر الصرف، فإذا استمر الجنيه في التحسن، قد لا تشهد أسعار المواد البترولية زيادات كبيرة.
اقرأ أيضًا:
شعبة الورق: انخفاض أسعار الورق المستورد 40% بدءًا من أكتوبر
خبراء يؤكدون ضرورة وجود محفزات وسيولة أكبر لكسر مستويات قياسية جديدة
تعرف على أنظمة السداد المختلفة لفاتورة التليفون الأرضي من “وي”