المستقبل لا يُنتظر

ت + ت الحجم الطبيعي
في مقولة بمناسبة مرور خمس عشرة سنة على إنشاء المجلس التنفيذي لإمارة دبي.. أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن «المستقبل لا يُنتظر بل يُصنع، ولن يكون لمن يملك المال فحسب بل لمن يملك الثروة المعرفية والقدرات المبدعة القادرة على التجديد والحفاظ على المكتسبات».
يشجع سموه، من خلال هذه المقولة، كل شاب وفتاة على الانخراط والمشاركة في صناعة المستقبل لدولته وأن يكونوا جزءاً من هذه الصناعة والتطور الحاصل في هذا العالم، لهذا لا يمكن البدء في صناعة هذا المستقبل دون خريطة واضحة تنير لهم الطريق، ولا بد على الشباب وضع خطط مستقبلية لمستقبلهم والتخلص من الكسل والسلبية وأي طاقة تعوق عملية التركيز وتطفئ الحماس.
من الصعوبة الوصول إلى القمة مرة واحدة بل يجب البداية ثم الارتقاء خطوة خطوة فأبطال الألعاب الأولمبية يحطمون الأرقام القياسية التي يحققونها عاما بعد عام من خلال التدريب المستمر، وأنت يمكنك بالتدريج أن تجعل التدريب جزءاً أساسياً في حياتك، لذلك من الأهمية ترتيب أفكارك وتصرفاتك واختياراتك حيث تعتبر مؤثرا حقيقيا على العالم الحقيقي الذي تعيش فيه، فالتخطيط لحياتك على النحو الصحيح يساهم في الوصول إلى الهدف الذي تبغيه، المخترع توماس أديسون يقول: «القلق والاستياء من ضرورات التقدم ولكنهما يعدان سلاحا ذا حدين فزيادتهما عن المقدار يحولهما إلى قيود تعوق التقدم». لهذا أنصحك أن تلقي نظرة فاحصة على المستقبل وتدفع بحياتك للأمام، فبالأفعال وليس مجرد الأفكار تحيا الشعوب، وتذكر قول الكاتب جورج برنارد شو: «إن استخدامك لشيء ما في هدف تشعر أنه عظيم، فذلك هو الفرح الحقيقي في الحياة بحيث يكون هدفك دعما للطبيعة بدلاً من المعاناة والأحزان فهما يتسمان بالأنانية لأنهما يمنعان المرء عن العطاء».
اليوم أصبح لديك الكثير من المعارف الإنسانية التي تستطيع أن تعلم نفسك عن طريقها، لديك مصادر متعددة ومختلفة من مكتبات وكتب وقوائم بحث ومحركات على الانترنت وغيرها فالتعليم يحميك، وبإمكانك اليوم أن تحقق الكثير في مجالات دراستك وعملك وعلمك وأن تحقق المعجزات، فكل الحلول متاحة من حولك والخيار لك والمستقبل آت من أي طريق تريده.
إن من الأهمية ترجمة أفكارك ورغباتك لتكون واقعاً تعيشه، وعدم الاكتفاء بالحلم والأمل والرغبة، كما أن من الأهمية البالغة أن ينمو أبناؤنا على الجدية، والإعلاء من فضيلة العمل وأهميته، ولعل الخطوة الأولى في هذا السياق هي تعليم أبنائنا أهمية العلم وانعكاسه على مستقبلهم، وأن هذا المستقبل لن ينهض إلا على أسس متينة من المعرفة والبذل والعمل، عندها يمكن أن نتوقع نجاحهم وتفوقهم.