قال مشاركون ومتابعون لتجمّع رجال المال والأعمال والرؤساء التنفيذيين في منتجع دافوس السويسري: إن الطموحات السعودية، المتعلقة بتحقيق أهداف خطة 2030، أضحت أقوى من أن تحاول أطراف دولية عرقلتها. وأشاروا بوجه الخصوص إلى أن السعودية باتت عاقدة العزم على الدخول بقوة في صناعات الفضاء، التي ستعود عليها بتريليونات الدولارات، في سياق مسعاها إلى الكفّ عن الاعتماد على مداخيل النفط وحده. وأوضحوا أنه من أجل ذلك قرر صندوق الثروة السيادية السعودي استثمار 590 مليون دولار في شركة (ماجيك ليب) الأمريكية المتخصصة في أجهزة (الواقع المعزّز) و(الواقع الافتراضي). وأدى الاستثمار السعودي إلى زيادة تمويل الشركة ليصل إلى 4.5 مليار دولار؛ ما جعلها قادرة على منافسة شركات ضخمة، منها (أبل) و(ميتا). وذكرت (بلومبيرغ) أنَّ «السعودية أكدت بجلاء رغبتها الإستراتيجية في تنويع استثماراتها الخارجية، واحتلال مكانتها المستحقة لها باعتبارها لاعباً أساسياً في الساحة التكنولوجية». ووصفت (بلومبيرغ)، صندوق الاستثمارات العامة (السيادي السعودي) بأنه «المحرك الرئيسي لمشاريع 2030، من خلال استثماراته القوية». وأضافت أن الأرصدة التي يديرها الصندوق السيادي السعودي بلغت قيمتها خلال 2022م، أكثر من 2.2 تريليون ريال (586 مليار دولار). وزادت «إن الصندوق السعودي أنشأ 25 شركة، ونجح في إحداث 181 ألف وظيفة خلال 2022م، وحدها». وذكرت (بلومبيرغ) أنه في نطاق الرؤية الإستراتيجية 2030، عمد الصندوق السيادي إلى وضع خطط لتخصيص استثمارات ضخمة في صناعة أشباه الموصّلات. كما أنه يعمل على تأسيس شركة وطنية للفضاء، يمكنها أن تقوم باستثمارات في مجالات صناعة الفضاء؛ ما سيتيح للسعودية إمكانات لتمددات اقتصادية جديدة، والمزيد من خلق الوظائف، والتقدم التكنولوجي. وأوضحت (بلومبيرغ) أنَّ ذلك الطموح السعودي، سيتطلب تعاوناً مع وكالات فضاء أجنبية، وشركات خاصة، واستثماراً ضخماً في التعليم والبنية الأساسية، لإسناد هذا الاقتصاد الفضائي المتنامي.
وفي سياق ذي صلة؛ أكدت شبكة (سي ان بي سي) الأمريكية، أمس، أن السعودية، بحسب مشاركاتها في منتدى دافوس 2024، «تطمح إلى أن تكون منطلقاً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط». وأشارت الشبكة إلى أن من أبرز ملامح دافوس، خلال الشتاء، أن شارعها الرئيسي ازدان بإعلانات تروّج لمدينة نيوم السعودية، التي تعتبر مشروعاً تكنولوجياً غير مسبوق. كما عرض الوفد السعودي لدافوس ترويجاً لمدينة العلا؛ التي تطمح المملكة لجعلها موقعاً جاذباً للسياح. وأبلغ وزير المالية السعودي محمد الجدعان شبكة (سي ان بي سي)، على هامش أشغال دافوس، بأن النفط، كنسبة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، انخفض من 70% إلى ما يراوح بين 30% و35%. وأكد الجدعان، «أن المملكة نوّعت اقتصادها ليشمل قطاعات أخرى متعددة؛ منها السياحة، والتكنولوجيا، واللوجستيات». وأوضح الجدعان «أن بلاده بعلاقاتها المتميزة مع كلّ من الولايات المتحدة والصين، يمكنها أن تقوم بتجسير الهُوَّة بين الأطراف المختلفة». وقال رئيس ومؤسس مجموعة (يوراسيا إيان بريمر)؛ وهي متخصصة في تقديم الاستشارات بشأن المخاطر السياسية، «إنه أضحى ممن يؤمنون بالانتقال الذي يقوده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز». وأضاف: الأمير محمد بن سلمان، يقود التوجه إلى ريادة الأعمال، وتنويع الاقتصاد؛ لذلك هناك كثير من الأشخاص الذين أضحوا يرغبون بشكل جاد في العمل في السعودية. وقال بريمر لشبكة (سي ان بي سي): «الأمير محمد بن سلمان، هو شخص حاول مكافحة الفساد، كما أنه يقوم بتحسين التعليم، خصوصاً بالنسبة إلى المرأة».