200 من علماء العالم يحذرون: الإنسانية في خطر عظيم
04:13 م
الإثنين 04 مارس 2024
قال تقرير نشرته المنصة البحثية العالمية Earth System Dynamics إن المراجعة الجديدة للأبحاث المتعلقة بتغير المناخ العالمي التي كتبها فريق دولي يتألف من أكثر من 200 باحث، لا تترك أي مجال للشك: إن البشرية تتجه نحو الكارثة، ما لم تتخذ خطوات كبيرة لتغيير هذا المسار.
لماذا كارثية؟
يوضح فريق البحث أن الأضرار المرتبطة بالمناخ تقدر بتريليونات الدولارات، وتعرض مليارات الأشخاص للمصاعب في جميع أنحاء العالم، وفقد الملايين من الأرواح نتيجة لارتفاع درجة حرارة الكوكب بسرعة.
يركز التقرير بشكل خاص على التحولات المفاجئة واسعة النطاق في الظروف البيئية الناجمة عن تغيرات بيئية أصغر. وتشمل هذه التحولات الكارثية التدمير العنيف للشعاب المرجانية وانهيار أكبر الصفائح الجليدية، وكل منها سيؤدي بدوره إلى اضطراب أعنف.
ويحدد التقرير عددا من التفاعلات بين العناصر الرئيسية في جميع أنحاء العالم، ويجد أن غالبيتها تمارس تأثيرا مزعزعا للاستقرار. بعض النظم البيئية التي هي على وشك حدوث تغير كبير، مثل الصفائح الجليدية في جرينلاند، لديها عتبات منخفضة للغاية للتحول، ويمكن اعتبارها محرضة على سلاسل من التأثيرات التي ستؤثر في جميع أنحاء العالم، ما يؤدي إلى انهيار أنظمة أخرى.
تقول عالمة الأرض كارولين لير، من جامعة كارديف في المملكة المتحدة: “يظهر بحثنا أنه في الماضي، حتى التغيرات الطبيعية الصغيرة في تركيزات الغازات الدفيئة كان لها تأثير الدومينو في تغيير أجزاء مختلفة من كوكبنا، من مستوى سطح البحر إلى النظم البيئية بأكملها”.
وتضيف “بدون اتخاذ إجراءات مناخية أكثر أهمية، نتوقع أن نرى تأثير الدومينو والتغيرات الأسرع بكثير في تركيزات الغازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري”.
ويحذر الباحثون من خسارة كارثية في القدرة على زراعة المحاصيل مع احتمال فقدان ما يصل إلى نصف المساحة العالمية لزراعة القمح والذرة، ما يعرض استقرار مجتمعاتنا للخطر. وقد بدأت هذه العمليات على قدم وساق بالفعل، حيث وقع أكثر من 27 مليون طفل في براثن الجوع بسبب الأحوال الجوية القاسية في عام 2022 وحده.
بالرغم من ذلك فإن هناك بصيص أمل. ويقول التقرير إنه ينبغي التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري قبل عام 2050 بوقت طويل، على سبيل المثال، مع وضع حوافز لمواصلة تطوير البنية التحتية لمصادر الطاقة المتجددة.
يقول عالم الأرض ستيفن باركر، من جامعة كارديف: “ليست كل نقاط التحول سيئة.. إذا اتخذنا قرارات حكيمة الآن، فإنها يمكن أن تساعد في توجيهنا في الاتجاه الصحيح.”
وتابع: “على سبيل المثال، فإن وضع استراتيجيات وطنية بشأن توليد الطاقة الشمسية وتخزينها سيشجع الاستثمار لزيادة القدرة وخفض التكاليف في نهاية المطاف، ما يؤدي إلى المزيد من مصادر الطاقة المتجددة”.
هذه ليست سوى الأحدث في سلسلة طويلة من التحذيرات التي أطلقها العلماء من أن تغير المناخ سيغير الحياة على كوكب الأرض بشكل كبير. وعلى الرغم من هذه التوقعات القاتمة، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة لا تزال عند أعلى مستوياتها على الإطلاق.