إدارة الحشود في المملكة أخبار السعودية
تفردت المملكة العربية السعودية بتنظيم أفواج مليونية خلال مواسم الحج والعمرة حتى أصبح الأمر روتيناً اعتيادياً وأمراً لا يشكل أية عقبات لديها مهما بلغ عدد زائري المقدسات وفي أي موسم كان، وقد هيأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جميع الإمكانيات لخدمة ضيوف الرحمن، وجندت الكفاءات البشرية والتقنية لهذا الغرض، ففي ليلة واحدة فقط من شهر رمضان الحالي وهي ليلة 27 بلغ عدد المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام 2.5 مليون يقوم على خدمتهم أكثر من 200 مشرف سعودي لمراقبة الأعمال الميدانية على 4000 عامل وعاملة، بغسل المسجد الحرام 10 مرات يومياً، وتهيئة مداخل وممرات المسجد الحرام وتنظيم دخول قاصدي المسجد الحرام عبر السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات بتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطواف، وتكثيف أعمال النظافة بحسب الكثافة البشرية، مع التأكد من استمرار عمل مراوح التهوية والمكيفات وتوفير عربات (القولف) منها 5000 عربة عادية وكهربائية وربطها عبر تطبيق «تنقل» وإرشاد المصلين إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين حال امتلائها، وتنفيذ الخطط التشغيلية لعمليات التطهير بالمسجد الحرام، وقد نجحت خطط قوات أمن العمرة في تفويج المصلين والمعتمرين في ليلة 27 من شهر رمضان كما ورد على لسان مدير الأمن العام الفريق محمد البسامي، وهذا واقع يلمسه كل زائر للمشاعر المقدسة وقد لا يعلم أن خلف هذا النجاح والمرونة حشود من رجال الأمن المرابطين لخدمة ضيوف الرحمن وتأمين مناسكهم بسلاسة وأمان، وكل نجاح هو نتاج الخطط الأمنية والتنظيمية والخبرات المتراكمة في إدارة الحشود بفاعلية كبيرة.
تضافر الجهود في قطاعات الدولة المختلفة خصوصاً القطاعات الأمنية، والتعليمات المشددة من خادم الحرمين وولي عهده هما الركيزة الأساسية للنجاحات المستمرة في مواسم الحج والعمرة، وذلك سعياً لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 عبر برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي سهّل رحلة ضيوف الرحمن من خلال عدة مبادرات تبدأ من مرحلة ما قبل الوصول وأهمها تسهيل استخراج التأشيرة في مدة زمنية قياسية، ويسعى للارتقاء بخدمات الحج والعمرة بدءاً بمبادرة طريق مكة، مروراً بمبادرة التأمين الصحي وحج بلا حقيبة ومشروع حافلات مكة وخدمة النقل الترددي في المدينة المنورة، والارتقاء بجودة الخدمات والمرافق وصولاً إلى إثراء التجربة الثقافية الإسلامية واكتشاف المملكة والاستمتاع بها، ومن هنا يستطيع الراصد والزائر أن يتأكد من تفرد المملكة بتنظيم وإدارة الحشود مهما بلغت أعدادها.