زيادة متابعين و”لايك” على تيك توك أحدث طرق النصب أونلاين
02:30 م
السبت 22 يونيو 2024
كتب- علاء حجاج:
“طول ما في طماع في نصاب” هكذا لخص خبير أمن المعلومات المهندس محمد الحارثي ما يتعرض له بعض مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي من محاولات نصب بطرق لا تتوقف عن التطور.
خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، تعرضت أنا شخصيا كاتب هذا التقرير لمحاولة للنصب الرقمي.
“في البداية تلقيت رسالة على الواتساب من رقم هاتف من الهند، يتضح منذ الوهلة الأولى أن المتحدث ليس بشري وإنما مجرد بوت”.
والبوت هي اختصار كلمة “روبوت”، وهو برنامج يجري مهام آلية ومتكررة ومحددة مسبقًا، وهي في العادة تحاكي السلوك البشري أو تحل محله، لكنها تعمل بشكل أسرع بكثير.
“عرض البوت علي العمل بدوام جزئي لدى شركته مقابل مبلغ من المال قد يصل إلى 2000 جنيه يوميا”.
“الرقم مغري، ولكن الأمر واضح، هو نصاب، هكذا حسمت أمري، ولكن كنت أريد أن أعرف أين الثغرة، جاريته وأنا أعلم أنه “بوت”، وطلب مني رقم محفظة مالية ليقوم بتحويل الأرباح لها، ثم ضمني إلى جروب على تيليجرام يحتوي على أكثر من 2000 شخص أو ضحية محتملة، وبدأ يكلفني بمهمات كما يطلقون عليها.
المهمة تتلخص في مشاهدة فيديو إعلاني على تيك توك والضغط على أيقونة “لايك” ليقوم البوت بإرسال 20 جنيه فورا على المحفظة الإلكترونية، ولكن لا يسمح لك بأكثر من مهمة في اليوم الأول.
الهدف الأول تحقق، فقد اكتسب ثقة الضحية بإرسال الأموال، ولكن يقيد فرص ضحاياه في تحقيق مزيد من الأرباح خلال اليوم الأول وذلك بسبب عدم اتاحة أكثر من مهمة له، ما يجعل الضحية متعطشة لمزيد من الفيديوهات أو بمعنى أدق مزيد من الأموال.
يستمر البوت على نفس المنوال في اليوم التالي مع إتاحة أكثر من فيديو ما يعني مزيد من الأموال، وبالتالي مزيد من الثقة من الضحية.
عقب ذلك يخطرك باجتياز المرحلة الأولى وأنك أصبحت مؤهل لتحقيق مزيد من الارباح من خلال مشاهدة العشرات من الفيديوهات اليومية، ولكن يجب دفع قيمة الاشتراك للترقية لهذا المستوى الوظيفي.
قام بإرسال قائمة بقيمة الاشتراكات والتي تبدأ من 2000 جنيه، بهذا المبلغ يمكن للضحية مواصلة تحقيق الأرباح والاستمرار في مشاهدة فيديوهات بعدد أكبر وكذلك أرباح أكب، هكذا يتوقع أن تفكر ضحاياه.
اذا وافقت الضحية فعادة ما يتم ارسال لها بعض الفيديوهات لبعض الوقت قبل أن يتم طردهم من الجروبات بعد الحصول على قيمة الاشتراك، واذا رفضت يتم حذف الضحية المحتملة من الجروبات بشكل فوري مثلما حدث معي.
نسخ قائمة الاتصال
لم أكن متأكد في البداية من طريقة وصولهم لرقم هاتفي والتواصل معي، ولكن محمد الحارثي خبير أمن المعلومات أكد لي أن هذا النوع من البوت يقوم بنسخ قائمة الاتصال الموجودة على الواتساب بمجرد فتح رسالته، وهو ما تأكد لي عندما علمت أنهم تواصلوا مع صديق لي قبل أيام من التواصل معي.
هذا يشير إلى أنهم نسخوا قائمة الاتصال لديه وكنت انا واحد من بين الضحايا المحتملة للبوت.
نصح الحارثي المستخدمين بعدم فتح أي رسالة من أشخاص مجهولة على واتساب حتى لا يكون ضحية محتملة، والأفضل هو حذف الرسالة أو حظر الرقم دون فتح الرسالة.
زيادة المتابعين وطريقة أخرى للنصب
طريقة أخرى من طرق النصب عبر الإنترنت، لكن في هذه المرة يتجه الضحية بنفسه للنصاب ليطلب خدماته ليقع بعدها فريسة له.
تزدحم صفحات الفيسبوك بعروض لزيادة المتابعين على الحسابات الشخصية أو الصفحات، ومن ثم يتجه الضحية طالباً الخدمة ليتم النصب عليه عادة إما من خلال تحصيل الأموال دون تقديم خدمة زيادة المتابعين أو زيادة المتابعين بحسابات وهمية من خلال “بوت” وسرعان ما يختفي المتابعين بعد ساعات من تحويل الضحية قيمة الخدمة.
قالت واحدة من الضحايا التي فضلت عدم ذكر أسمها، أنها كانت تحتاج لزيادة عدد متابعين صفحة تديرها على الفيسبوك، حتى يكون مظهر الصفحة أكثر جدية لدى المتابعين وخاصة أنها تستخدمها في بيع بعض المنتجات كمشروع خاص.
تابعت “تواصلت مع أحد الأشخاص الذين يقومون بزيادة المتابعين والذي طلب تحويل المبلغ المالي للخدمة على فودافون كاش قبل زيادة المتابعين، وبالفعل قامت بتحويل الأموال لكنها لم تحصل على الزيادة في المتابعين بل تم حظرها على واتساب من جانب ذلك الشخص حينما اتهمته بالنصب”.
الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل عرُض عليها فرص للاستثمار، وهي أن تدفع 200 جنيه لتحصل عليهم 450 جنيه بعد ساعتين وهكذا وحتى 1000 جنيه تحصل عليهم 10 آلاف جنيه.
وبرر الشخص ذلك بقوله “بشغل الفلوس..لان في ناس بتبقى محتاجه فبساعدهم في الحوار ده”.
يعتقد الحارثي أن زيادة المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي وسيلة من وسائل الإيقاع بالضحايا.
وقال، عادة ما يتم إضافة متابعين غير حقيقيين يتم اختفائهم بعد ساعات من إتمام المهمة وتحصيل الأموال، وهي حيلة متعارف عليها في تحقيق الأموال السريعة.
أضاف أن كثير من الأشخاص إذا لمسوا عدم وعي من الضحية يتم عرض عليه بعض الفرص الأخرى أملاً في الحصول على ما لديه من أموال، بدعوى الاستثمار.
ونصح الحارثي مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بعدم الانجرار وراء الدعاوى الخاص بتحقيق الربح السريع، مؤكدا “لا يوجد أرباح تحقق دون عمل، ولن يطلب منك صاحب عمل دفع أموال للعمل”.