مقالات

هل يباح الحج في أي شهر من العام الهجري؟.. شبهة يفندها عالم أزهري


08:00 م


الأحد 23 يونيو 2024

كـتب- علي شبل:

حول الميقات الزماني الحج.. تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، سؤالًا شائكاً يقول فيه: سمعت من غير متخصص مقحما نفسه للإفتاء فيقول إنه يباح أداء الحج في أي شهر من أشهر العام الهجري.. فهل ما قاله صحيح؟!.

في بداية رده استشهد لاشين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج بالناس حجة الوداع ثم قال: (خذوا عني مناسككم)، لافتا إلى أن لكل عبادة ميقاتا زمانيا يجب أداؤها فيه قال سبحانه بالنسبة للصلاة :(إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا).

وأضاف العالم الأزهري أن لكل فريضة من هذه الفرائض الخمس وقتاً تؤدى فيه وتكون باطلة إن أديت في غير ميقاتها الزمني المحدد شرعا، ويؤثم المسلم إن أداها بعد خروج وقتها مالم يكن ثم عذر شرعي من نوم أو نسيان، وهكذا الشأن في بقية أركان الإسلام كالزكاة والحج لا يكون الحج صحيحا إلا إذا وقع في أشهره.

وبخصوص واقعة السؤال، قال لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:

إن ما تفوه به البعض وافتراه، وتخرص به، وتقوله على دين الله عز وجل من إمكانية أداء الحج خلال العام الهجري دون التقيد بشهر معين قول متهافت، وساقط لأنه خارج من عباءة إنكار السنة المشرفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.

واشار إلى أن السنة وحي إلى نبيه ومصطفاه كالقرآن إلا أنها وحي غير متلو كما أنها وحي بالمعنى فقط وفوض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم في التعبير عن هذا المعنى باللفظ البشري النبوي.

واستشهد عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بقول الله سبحانه: (ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)، وفي نفس السورة وهي سورة النحل يقول الله عز وجل :(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه)، وفي آية ثالثة يقول سبحانه (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)، أي وما أتاكم الرسول صلى الله عليه وسلم من شرع سواء كان هذا الشرع جاء به كتاب الله عز وجل، أو جاءت به سنته صلى الله عليه وسلم صار هذا الشرع واجب الاتباع.

والسنة العملية حجة في إثبات الأحكام الشرعية يجب اتباعها والعمل بها كالسنة القولية تماما بتمام.

وتابع لاشين: وقد جاءت السنة العملية له صلى الله عليه وسلم بمشهد ومرأى من الجمع الغفير، والعدد الوفير ممن حج معه صلى الله عليه وسلم بأدائه صلى الله عليه وسلم الحج في أشهره، وهي على رأي الجمهور :شوال، وذو القعدة وعشرة ايام من ذي الحجة، وعلى رأي السادة المالكية ثلاثة أشهر :شوال، وذو القعدة وذو الحجة كله.

ولم يقل قط أحد من اهل العلم الشرعي المعتد بقولهم لم يقل بإمكانية وقوع الحج في شهر الله المحرم مثلا، أو شهر صفر مثلا ٠

والله لم يقل بذلك احد من أهل العلم الراسخين فيه، ومن ثم صار إيقاع الحج في أشهره شرطا لصحته، وما الأحكام الشرعية إلا كتاب او سنة أو إجماع أو قياس٠

وعلى ضوء ما سبق، يختم لاشين قائلًا: لا يلتفت إلى قول صادر من غير أهله، وغير ممنهج، وليس عليه دليل، بل مبنى على العقل العاجز القاصر الذي لا يعتد به امام نصوص شرعية، حيث لا اجتهاد مع وجود النص.. والله أعلم

اقرأ أيضًا:

هل يجوز تسمية الأطفال بأسماء الله الحسنى.. وهل أسماء الله الحسنى 99 فقط؟.. أحمد كريمة يرد

بالفيديو عمرو خالد ينصح بدعاء نبوي يبدأ به العبد يومه كل يوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى