مقالات

بعد واقعة اكتشاف سحر مؤمن زكريا داخل المقابر.. ما رأي الدين في السحر والسحرة؟


01:31 م


الأحد 29 سبتمبر 2024

كـتب- علي شبل:

حالة من الجدل تفجرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول ادعاءات بوجود آثار “سحر أسود” مدفون بإحدى مقابر القاهرة، للاعب مؤمن زكريا، نجم النادي الأهلي السابق، والذي يعاني من مرض التصلب الجانبي الضموري، والذي أبعده عن الملاعب وممارسة كرة القدم، وتصدرت الواقعة حديث وسائل التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة الماضية، وتساءل الكثيرون عن حكم السحر والسحرة، ورأي الشرع في تلك المسألة.

يقول الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، إن الله تعالى ذكر السحر في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102].

ولفت واصل إلى قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.

وأضاف فضيلة المفتي الأسبق، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، أن الله -عز وجل- قد نفى عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء. ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، ومن الآيات الكريمة نفهم أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.

وبناء على ما ذُكر- يقول فضيلة المفتي الأسبق: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.

وننصح المفتي الأسبق بتقوية العبد صلته بالله تعالى، وأن يكون دائمًا في ذكر الله وذلك بالصلاة وقراءة القرآن والاستغفار، وعدم اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين فإن ذلك انحراف عن الطريق المستقيم.. والله سبحانه وتعالى أعلم.

وكانت واقعة مؤمن زكريا بدأت عندما عثر تربي على مجموعة صور وعرائس تحمل اسم اللاعب السابق، مدفونة في إحدى المقابر، وأخطر التُّربي مؤمن زكريا بالواقعة ليتوجه لاعب الأهلي السابق إلى هذه المقبرة ليرى بنفسه الأعمال، ويتبين صدق الواقعة.

ووجد التربي 3 أكياس مدفونة بها أعمال بالأذى والمرض للكابتن مؤمن زكريا، وهو بالفعل ما عانى منه طوال السنوات الماضية، حيث أصيب بأحد أندر الأمراض في العالم، واضطر لترك الرياضة نهائيا، ولم يعد قادرا على مواصلة حياته بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا:

منها قراءة آيات السكينة.. 5 نصائح لعلاج الاكتئاب ينصح بها رمضان عبدالرازق

هل يجب قضاء الصلوات الفائتة وكيف نقضيها؟.. وأمين الفتوى يقدم نصيحة عملية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى