هل القرآن صالح لزمان معين؟.. رد مفحم من رئيس جامعة الأزهر
03:40 م
السبت 05 أكتوبر 2024
كتب- محمد قادوس:
أعرب الدكتور سلامة داوود، رئيس جامعة الأزهر، عن استنكاره للأفكار التي تروج لفكرة أن القرآن الكريم هو نص تاريخي يصلح لعصر معين فقط، مؤكداً أن هذا الرأي يناقض الحقائق الثابتة حول طبيعة القرآن.
وقال رئيس جامعة الأزهر، القرآن الكريم هو كلام الله وصفته، وهو نص لا يُحد بزمن، إن من يقول إن للقرآن أثرًا محصورًا في فترة معينة هو من لم يتعمق في العلم”، مشيراً إلى قول سهل بن عبد الله رحمه الله: “لو أعطي العبد بكل حرف في القرآن ألف فهم”، حيث يمكن من كل حرف استنباط وفهم معانٍ لا حصر لها.
وأضاف داوود خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على فضائية “الناس”: أن كلام الله لا نهاية له، كما أن صفاته لا نهاية لها، العقول البشرية محدودة، بينما الطاقات الموجودة في كلام الله غير محدودة، مؤكدا أن كلام الشاعر والأديب يأتي على قدر قدرته، بينما كلام الله يرقى إلى قدر الخالق، مما يُظهر الفرق الكبير بينهما.
وتناول الدكتور داوود مسألة عدم الأدب في الحديث عن القرآن، مشيراً إلى أن كلمة ‘ملحوظات’ صعبة أن تُقال في حق كلام الله، والأدب مع كلام الله ومع كلام رسوله صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات، مشيراً إلى قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله”، وهنا الأصل هنا هو النهي عن التقديم بين يدي رسول الله، إذا قال رسول الله قولاً، فاتبع قوله ولا تخالفه.
وتابع: ربنا سبحانه وتعالى حين أراد أن يوجهنا لاتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، لم يقل “لا تتقدموا على رسول الله”، بل قال: “لا تقدموا بين يدي الله ورسوله”، مما يدل على عظم هذا الأمر، لذلك، من الأدب عدم التقدم على والدك، وكذلك عدم التقدم على رسول الله، فكيف يمكن لشخص أن يتقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ والشناعة الأشنع التي صورها القرآن الكريم هي أن من يتقدم على رسول الله كمن يتقدم على الله.
واختتم: دائمًا يجب أن يؤخذ الكلام عن أهله، ولذلك كان الإمام مالك رضي الله عنه يقول: “هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم”، فلا تأخذ العلم عن كل من هب ودب، بل احرص على أخذ العلم من أهله ومن معدنه.