ائتلاف رئيس سريلانكا «اليساري» يحقق فوزاً ساحقاً في الانتخابات البرلمانية
شكر الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي الناخبين الجمعة على منح ائتلافه اليساري فوزا ساحقا في الانتخابات البرلمانية المبكرة التي خسرتها الأحزاب التقليدية التي تعد مسؤولة عن الأزمة الاقتصادية.
وفاز ديساناياكي في الانتخابات الرئاسية التي جرت في سبتمبر بعد أن وعد الناخبين بمكافحة الفساد واستعادة الأموال المسروقة، بعد عامين من الانهيار المالي البطيء للجزيرة.
ووفرت له الدعوة إلى انتخابات على الفور الدعم البرلماني لأجندته بحصول ائتلافه «قوة الشعب الوطنية» على 159 مقعدا على الأقل في الجمعية التي تضم 225 عضوا، متجاوزا أغلبية الثلثين.
وكتب الرئيس على منصة إكس «شكرا لكل من صوت لصالح النهضة».
وحصل الائتلاف اليساري على 61.5% من الأصوات بينما لم يحصل حزب زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا سوى على 17.6%.
وقال خبير تكنولوجيا المعلومات شاناكا راجاباكشا الذي صوت لصالح حزب قوة الشعب الوطنية الجديد لوكالة فرانس برس الجمعة «صوت الناس للتخلص من الفساد والنظام الفاسد».
وتجلى حجم الدعم الذي يحظى به ديساناياكي من خلال فوز حزبه بأكبر عدد من الأصوات في منطقة جافنا الشمالية، التي يهيمن عليها مجتمع أقلية التاميل، لأول مرة منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1948.
وقدرت نسبة المشاركة في التصويت بأقل من 70%، أي أقل من 80% من الناخبين المؤهلين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
كان ديساناياكي، وهو ابن عامل ويبلغ من العمر 55 عاما، عضوا في البرلمان طيلة 25 عاما وكان وزيرا للزراعة لفترة وجيزة، لكن ائتلافه لم يحصل سوى على ثلاثة مقاعد في الجمعية المنتهية ولايتها.
وصل الرئيس اليساري إلى الرئاسة بعد أن نجح في النأي بنفسه عن القادة المتعاقبين الذين يحملهم الشعب مسؤولية إغراق سريلانكا في الأزمة الاقتصادية في عام 2022 عندما شهدت أسوأ انهيار مالي في تاريخها مما أدى إلى نقص استمر شهورا في الغذاء والوقود والأدوية الأساسية.
بلغ الغضب العام الناتج عن ذلك ذروته واقتحمت الحشود مجمع الرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا، مما دفعه إلى الاستقالة ومغادرة البلاد على نحو مؤقت.
ولاقى تعهد ديساناياكي بتغيير الثقافة السياسية «الفاسدة» صدى لدى ملايين السريلانكيين الذين يتكبدون العناء من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية بعد الزيادات الضريبية وغيرها من تدابير التقشف المفروضة لخفض العجز المالي.
وقالت الناخبة نيلوشا نيلميني لوكالة فرانس برس بعد ظهور النتائج «أنا سعيدة جدا بهذا النصر. ظلت البلاد لفترة طويلة يحكمها لصوص ومجرمون وفاسدون. أنا سعيدة جدا لإزاحة المحتالين وتشكيل حكومة نظيفة».
قاد حزب جبهة التحرير الشعبية الذي يتزعمه ديساناياكي وهو المكون الرئيسي في ائتلاف قوة الشعب الوطنية، انتفاضتين في عامي 1971 و1987 أسفرتا عن مقتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص.
لكنه أدى اليمين بعد انتخابات رئاسية وصفت بأنها واحدة من أكثر الانتخابات سلمية في الجزيرة.