لماذا يُشترط الإيمان في كفارة القتل الخطأ ولا يُشترط في كفارة الظهار؟.. عالم أزهري يوضح
03:30 م
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
كـتب- علي شبل:
كشف الدكتور عطية لاشين، أستاذ الشريعة وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن فتوى تفسر اشتراط الإيمان في كفارة القتل الخطأ وعدم اشتراطه في كفارة الظهار، وذلك خلال رده على سؤال تلقاه من شخص يقول: لماذا اشترط الشرع في كفارة القتل الخطأ أن تكون الرقبة المحررة مؤمنة، بينما لم يشترط ذلك في كفارة الظهار؟
وفي رده، أورد العالم الأزهري قوله تعالى في محكم تنزيله: “وما كان لمؤمنٍ أن يَقتُل مؤمنًا إلا خَطَأً ومن قَتَلَ مُؤمنًا خَطَأً فتحريرُ رقبةٍ مؤمنةٍ وديةٌ مُسَلَّمةٌ إلى أهلهِ إلا أن يَصَّدَّقوا”.
وقوله سبحانه: “والذين يُظاهِرُونَ مِن نسائهم ثم يعودونَ لِما قالوا فتحريرُ رقبةٍ من قبلِ أن يَتمَاسَّا”.
وفي توضيح فتواه وفق ما ورد في الآيتين الكريمتين، يقول لاشين، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: الشرع الإسلامي اشترط في كفارة القتل الخطأ تحرير رقبة موصوفة بكونها مؤمنة، بينما لم يشترط ذلك في كفارة الظهار. يعود ذلك إلى اختلاف طبيعة الجرم في الحالتين وشدة العقوبة التي تترتب على كل منهما.
1. كفارة القتل الخطأ:
القتل الخطأ، رغم كونه غير متعمد، إلا أنه جريمة خطيرة لأنها تتعلق بإنهاء حياة نفسٍ معصومة. ولأن النفس المقتولة مؤمنة، شدد الشرع في كفارتها لتتناسب مع خطورة الجريمة، فألزم أن تكون الرقبة المحررة مؤمنة.
اشتراط الإيمان في الرقبة يعكس اهتمام الشرع بتعزيز الروابط الإيمانية وزيادة أعداد المؤمنين، كما يجعل الكفارة أكثر صعوبة لتحقيق الردع وإظهار عظمة النفس المؤمنة في الإسلام.
2. كفارة الظهار:
الظهار معصية أخف مقارنة بالقتل، إذ هو مجرد لفظ أو سلوك أدى إلى تحريم مؤقت للزوجة، غالبًا تحت تأثير غضب أو لحظة انفعال.
الشرع سهل كفارة الظهار فجعل تحرير الرقبة غير مقيد بوصف الإيمان، وذلك لتيسير التكفير عن الذنب ولعدم شدة الجرم كما هو الحال في القتل.
أما عن الحكمة الشرعية في كفارة القتل الخطأ، فيقول لاشين: الوصف “مؤمنة” يجعل الكفارة أكثر مشقة، لأن الجريمة تتعلق بإزهاق روح مؤمنة، مما يستدعي عقوبة تغلب عليها صفة التغليظ.
في كفارة الظهار: الوصف غير مقيد لأن الجريمة أخف، وعقوبتها أقرب إلى التيسير، لتشجيع المخطئ على التوبة والعودة لحياته الزوجية الطبيعية.
وأورد الاستشهاد في كفارة القتل الخطأ في قوله تعالى: “ومن قتل مؤمنًا خطأً فتحرير رقبة مؤمنة”.
وفي كفارة الظهار في قوله تعالى: “فتحرير رقبة من قبل أن يتماسّا”.
وفي خلاصة فتواه، يختم لاشين: اختلاف اشتراط الإيمان بين الكفارتين يعكس مراعاة الشرع للحكمة والعدل في تقدير العقوبات، بما يتناسب مع طبيعة الذنب.
اقرأ أيضًا:
قصة امتحان أهل بغداد للإمام البخاري.. ماذا فعلوا وكيف كان رده ولماذا ألّف كتابه؟
3 أمور واجبة على التاجر.. الإفتاء توضح حكم إضافة المصنعية على مشغولات الذهب والفضة
بالفيديو| أمين الفتوى يوضح حكم الجلوس في الصلاة: يبطل الفريضة في هذه الحالة
أمين الفتوى يوضح ما هو التنكيس في قراءة القرآن المنهي عنه شرعًا