| كيف يستغل الاحتلال الملاعب لتبييض صورته وتعزيز سياسته ضد الفلسطينيين
التراس لا فاميليا
نشر :
منذ ساعتين|
اخر تحديث :
منذ ساعتين|
- الجدير بالذكر أن هذه المجموعات العنصرية تستفيد من دعم جهات يمينية متطرفة، مثل منظمة “شومريم علهبايت” الاستيطانية
اثارت أحداث العاصمة الهولندية أمستردام، التي تخللتها استفزازات جماهير فريق مكابي تل أبيب بإطلاق هتافات عنصرية ضد العرب والفلسطينيين قبيل مباراة الفريق مع أياكس في الدوري الأوروبي، تساؤلات حول السبب وراء عدم اتخاذ “الفيفا” إجراءات حازمة ضد الاحتلال في إطار الأنشطة الرياضية. فقد أقدم مشجعو مكابي تل أبيب على أعمال استفزازية تتضمن إنزال علم فلسطيني من مبنى، والاعتداء على سيارة أجرة، بالإضافة إلى إحراق علم فلسطيني في إحدى الساحات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين مشجعي الفريق وجماهير مؤيدة للقضية الفلسطينية.
وبالرغم من أن قائد شرطة أمستردام، بيتر هولا، أكد أن مشجعي مكابي تل أبيب هم من بدأوا الاستفزازات، فإن الإعلام الغربي انحاز بشكل واضح إلى رواية الاحتلال. وعكست بعض القنوات هذا التحيز، لكنها اضطرت لحذف تقاريرها بعد ساعات من نشرها، على الرغم من أن بعض الحسابات أعادت نشرها، موضحة كيف يتم تجاهل تصريحات تتعلق بالتضامن مع الفلسطينيين في وسائل الإعلام الكبرى.
وفي الوقت الذي أجل فيه “الفيفا” اتخاذ قرار بشأن دعوة فلسطين لحظر “الاتحاد الإسرائيلي” بسبب الحرب على غزة، يستمر العالم في رؤية ازدواجية معايير في التعاطي مع القضايا الرياضية. فقد استجاب “الفيفا” بسرعة لمطالبات الغرب ضد روسيا في عام 2022، حيث تم استبعاد المنتخب الروسي من المشاركة في كأس العالم بعد غزو أوكرانيا، بينما لا تزال قرارات مماثلة تجاه “الاحتلال” قيد التأجيل.
هذا التناقض في التعامل مع القضايا السياسية في الرياضة يعكس انحيازًا واضحًا لجانب الاحتلال الإسرائيلي ، إذ في حين يُرفض التضامن مع الفلسطينيين في الملاعب
ويواصل الاحتلال السماح لفرق رياضية من المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية باللعب في دورياتها الرسمية، وهو ما رفضه اتحاد “BDS”، معتبرًا أن هذه الأنشطة تساهم في تبييض صورة الاحتلال في العالم، وتغطية جرائمها ضد الفلسطينيين ، وتستمر هذه الظواهر العنصرية في الظهور بشكل بارز، حيث تُستخدم الرياضة كأداة لترويج الأيديولوجيات العنصرية والممارسات الاستعمارية. فكما يظهر في جماهير “بيتار القدس” التي تردد هتافات مثل “الموت للعرب”، و”محمد مات”، وما يترافق مع ذلك من اعتداءات عنيفة على الفلسطينيين، يتضح أن الرياضة عند الاحتلال أصبحت وسيلة لتمجيد العنف والتطرف. ففي ظل الدعم اللامحدود من قبل بعض الأوساط السياسية والشعبية لدى الاحتلال ، يتم تعزيز هذه السلوكيات العنصرية في الملاعب والمدن الفلسطينية المحتلة.
وتستمر الجماهير المتطرفة في القيام بالعديد من الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بما في ذلك اقتحام المسجد الأقصى، ومهاجمة المنازل والمساجد الفلسطينية في مدن مثل اللد ويافا. ومن الجدير بالذكر أن هذه المجموعات العنصرية تستفيد من دعم جهات متطرفة، مثل منظمة “شومريم علهبايت” الاستيطانية، ما يعكس التنسيق بين المؤسسات الحكومية للإحتلال والجماعات المتطرفة في ممارساتهم ضد الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، يأتي دورإعلام الاحتلال في تعزيز هذه الممارسات من خلال تبرير وتغطية الأحداث بطريقة تبث الانحياز الكامل لصالح رواية الاحتلال . فعلى سبيل المثال، في حادثة أمستردام، تم تغطية الأحداث من قبل وسائل الإعلام الغربية بطريقة تتجاهل بشكل واضح انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها دولة الاحتلال ، بينما تُعتبر هذه الهتافات العنصرية والممارسات الاستفزازية جزءًا من الأجواء الرياضية المعتادة.
في هذه الأثناء، تواصل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان الضغط على الهيئات الرياضية الدولية لمحاسبة الاحتلال على الانتهاكات التي يرتكبها في حق الفلسطينيين، وتدعو إلى مقاطعة النشاطات الرياضية التي تساهم في تبييض صورته. لكن، رغم هذه الضغوط، ما تزال الهيئات الرياضية الكبرى مثل “الفيفا” و”الويفا” تقف في موقف متخاذل، وهو ما يبرز التناقضات في تعاملها مع القضايا السياسية في عالم الرياضة.
وفي ظل هذا الوضع، يبقى السؤال قائمًا حول متى ستتخذ المؤسسات الرياضية العالمية مواقف حازمة ضد الاستغلال السياسي للرياضة، ومتى ستعترف بالحق الفلسطيني في الحصول على العدالة في الملاعب، كما هو الحال في قضايا أخرى، مثل موقفها الحازم ضد روسيا في غزو أوكرانيا