اخبار الأردن

| لماذا يزداد عدد المصابين بسرطان القولون من الشباب؟

  • سرطان القولون والمستقيم يعد ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عالميًا

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من كلية الطب بجامعة ميامي في الولايات المتحدة أن هناك زيادة محتملة في حالات سرطان القولون بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وذلك بسبب الارتفاع في معدلات “الشيخوخة المتسارعة” أو التقدم في العمر البيولوجي. 

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة أبحاث السرطان في 10 ديسمبر/كانون الأول 2024.

على عكس العمر الزمني الذي يُحسب بعدد السنوات التي عاشها الإنسان، يعتمد العمر البيولوجي على مؤشرات فسيولوجية تعكس تأثير العوامل الوراثية، اختيارات نمط الحياة، والعوامل البيئية. يتم تحديد العمر البيولوجي من خلال تحليل معقد للحمض النووي.


تحدث الشيخوخة المتسارعة عندما يكون العمر البيولوجي للفرد أكبر من عمره الزمني الفعلي، نتيجة لعوامل مثل النظام الغذائي غير الصحي والتعرض للمواد الكيميائية.

سرطان القولون والمستقيم يعد ثالث أكثر أنواع السرطانات شيوعًا عالميًا، حيث يمثل حوالي 10% من إجمالي حالات السرطان، وهو السبب الثاني الرئيسي للوفيات المرتبطة بالسرطان على مستوى العالم.

غالبًا ما لا تظهر أعراض سرطان القولون والمستقيم في مراحله المبكرة، مما يجعل الفحص المنتظم أمرًا بالغ الأهمية لاكتشاف المرض في وقت مبكر.

ركزت الدراسة على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا والذين خضعوا لتنظير القولون، وقام الباحثون بحساب أعمارهم البيولوجية من خلال تحليل عينات الدم. وجد الباحثون أن كل عام من الشيخوخة المتسارعة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأورام الحميدة في القولون بنسبة 16%. 

وتعتبر هذه الأورام الحميدة زوائد صغيرة يمكن أن تتحول إلى سرطان في المستقبل.

وكان من المفاجئ أن عوامل الخطر التقليدية لسرطان القولون، مثل نسبة الدهون في الجسم ومعدل التدخين، لم تؤثر بشكل كبير على الإصابة بالمرض. كما تشير الدراسات إلى أن الشيخوخة المتسارعة أصبحت أكثر شيوعًا على الرغم من زيادة متوسط العمر المتوقع.

صرحت الدكتورة شريا كومار، أخصائية سرطان القولون والمستقيم والباحثة المشاركة في الدراسة، أن العمر البيولوجي يوفر معلومات صحية هامة قد تساعد في الوقاية من السرطان. 

وأضافت أن نتائج الدراسة تشير إلى أن الشيخوخة المتسارعة قد تكون أكثر وضوحًا بين الأجيال الجديدة، خاصة أولئك الذين وُلدوا بعد عام 1965، وهو ما يرفع من احتمالية تعرض جيل “زد” (من وُلدوا بين 1997 و2012) للإصابة بالسرطان في وقت مبكر مقارنةً بالآباء والأجداد.

على الرغم من أن سرطان القولون والمستقيم يعد أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فقد ارتفعت نسبة إصابة الفئات العمرية الأصغر سناً بهذا المرض بنسبة 50% في الثلاثة عقود الماضية. 

توصي الهيئات الصحية في الولايات المتحدة بإجراء فحص دوري للكشف عن سرطان القولون بدءًا من سن 45 عامًا.

تنظير القولون يظل المعيار الذهبي للكشف عن سرطان القولون، حيث يتيح للطبيب تحديد الأورام الحميدة وإزالتها، مما يقلل من خطر تطور السرطان. 

تتراوح تكلفة اختبارات تحديد العمر البيولوجي بين 100 إلى 1000 دولار، لكن النتائج قد تكون غير دقيقة، ولا يزال السبب وراء ارتباط الشيخوخة المتسارعة بسرطان القولون غير مفهوم بشكل كامل.

ومع ذلك، تشير الأبحاث إلى أن العوامل المساهمة في الشيخوخة المتسارعة، مثل الأنظمة الغذائية السيئة والتدخين، تزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان القولون في سن مبكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى