يديعوت: إجراءات أدت إلى انخفاض عدد العمليات في الضفة الغربية
شهد العام الحالي 2024، انخفاضاً كبيراً في عدد العمليات التي ينفّذها فلسطينيون ضد الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وفق بيانات للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية نقلتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية اليوم الثلاثاء. وأشارت البيانات إلى وقوع 254 هجوماً، في عام 2024، مقارنة بـ847 في العام السابق و342 في عام 2022. وفي ما يتعلق بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، سُجلت 1188 حادثة من هذا النوع في عام 2024، مقارنة بـ3256 في عام 2023، و3779 في عام 2022.
من ناحية أخرى، بقي عدد القتلى الإسرائيليين من المدنيين وجنود جيش الاحتلال، جراء العمليات، على حاله تقريباً في السنوات الثلاث الأخيرة. وبحسب البيانات الإسرائيلية، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلهم جيش الاحتلال، في مواجهات معه -وفق زعمه- حوالي 497 في عام 2024، مقارنة بـ504 فلسطينيين عام 2023، وهو عدد متقارب، بينما في عام 2022، كان العدد 155. وتزعم المؤسسة الأمنية، أن 97% من “القتلى” هم من المسلّحين. كما تدّعي اعتقال 2350 “مسلّحاً” من حركة حماس منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى مستوى “الجريمة القومية اليهودية”، في إشارة إلى اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين بشكل خاص، يزعم الاحتلال انخفاض عدد الاعتداءات الارهابية الموثّقة. ولا يعني هذا بالضرورة انخفاض عدد الاعتداءات التي حصلت على أرض الواقع. ففي عام 2024، سجلت 663 “جريمة قومية” اعترف الاحتلال بتوثيقها، علماً أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، مقارنة بـ1045 جريمة في عام 2023 و947 في عام 2022.
وساهم في انخفاض عدد العمليات ضد الاحتلال، وفقاً للصحيفة، تركيز قيادة المنطقة الوسطى في الجيش على “إبعاد مخاطر الإرهاب عن المستوطنات ومحاور الطرق. وتحديد المناطق الخطرة وتنفيذ عمليات هندسية تبعد القرى الفلسطينية والمسلحين المحتملين عن الأماكن التي يوجد فيها اليهود. وإقامة نقاط (عسكرية) في عمق المناطق الفلسطينية، مما أبعد الاحتكاكات عن المدنيين (المستوطنين)”. وعمل جيش الاحتلال على إعادة توزيع مسؤولياته، بشأن ألويته المسؤولة عن مناطق معيّنة في الضفة الغربية المحتلة، بهدف تحسين عملياته الهجومية.
تسليح المستوطنات وتعزيز جدار الفصل العنصري
وباعتباره جزءاً من استخلاص الدروس من عملية “طوفان الأقصى” التي نفّذتها الفصائل الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرى تعزيز المستوطنات في الضفة بوسائل قتالية، مما حوّلها فعلياً إلى “حصون”. ويهدف ذلك إلى منح عناصر فرق الطوارئ المسلّحة وحراس أمن المستوطنات، الأدوات اللازمة للمواجهة حتى وصول قوات الجيش، في حال حدث هجوم عليها. كما عزز جيش الاحتلال الإجراءات للحد من تسلل فلسطينيين عبر جدار الفصل العنصري، من خلال إقامة عوائق إضافية على أجزاء واسعة منه، والاستعانة بوسائل تكنولوجيّة جديدة توفر الدعم للقوات المنتشرة على الجدار عند الحاجة.
ويرى الاحتلال أن السنوات الأخيرة شهدت تغييراً في شكل العمليات بالضفة الغربية المحتلة من عمليات فردية، إلى عمليات أكثر تنظيماً، من قبل الفصائل الفلسطينية، وذلك من خلال عمليات استشهادية ومركبات مفخخة، وظهور كتائب ومجموعات في مخيمات اللاجئين تحاول تنظيم نفسها، من قبيل “كتائب جنين و”عرين الأسود” وغيرها. ويعمل الاحتلال على شن حملات عسكرية في محاولة للقضاء على المقاومة ونزع سلاحها وتدمير المخيّمات في الضفة، يُضاف إليها الحملة التي تشنّها السلطة الفلسطينية على فصائل المقاومة في الضفة الغربية، كتلك الحاصلة حالياً في جنين ومخيمها، والاعتقالات التي لطالما نفّذتها السلطة، واستمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال حتى خلال حرب الإبادة على قطاع غزة.
ولا يراقب الاحتلال الضفة الغربية فقط، وإنما الحدود مع الأردن أيضاً، حيث يحاول تعزيز الحدود وإقامة المزيد من العوائق لمنع تهريب الأسلحة من هناك إلى الضفة الغربية، إلى جانب إقامته فرقة عسكرية جديدة لتولي زمام الأمور في المنطقة، وتعزيز استخدام الوسائل التكنولوجية.