مقالات

سورة الواقعة.. 5 أسرار وفضائل وعلاقتها بالرزق والكرب يجب أن تعرفها

كـتب- علي شبل:

لا شك أن القرآن الكريم، كلام الله رب العالمين، كله هدى وخير، وفيه وقاية وشفاء وعلاج للنفس والجسد، كما قال الله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ. {الإسراء:82}، وتتميز سور القرآن الكريم بأن كلها رحمة وهدى وخير، ولها أسرار وفضائل، إلا أن بعض سوره وردت في فضلها أحاديث كثيرة تكشف إعجاز أسرارها وفضائل قدرها.. وفي هذا التقرير يكشف مصراوي بعضا من فضائل وأسرار سورة الواقعة:

تعتبر سورة الواقعة من السور القرآنية التي تتناول موضوعات الدين والحياة الآخرة بشكل عميق وملموس، كما توضح أهمية الإيمان بيوم القيامة والحساب، وتصف وقائع يوم القيامة بشكل واضح وصريح، بالإضافة إلى أنها تُظهر النعم التي ينعم بها المؤمنون والعذاب الذي ينتظر الكافرين.

وتعد سورة الواقعة رقم 56 في القرآن الكريم، وتتكون من 96 آية، وتُعرف بأنها من السور المكية، أي أنها نزلت في مكة المكرمة قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى المدينة المنورة،

ففي حديث صحيح رواه الترمذي والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت. وهذا الحديث صححه الألباني في صحيح الجامع. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لما ورد في هذه السور من التخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنة.

سر عجيب لسورة الواقعة

سورة الواقعة لها سر عجيب فهي تفتح أبواب الرزق الواسع وتنجيك من الفقر، يقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (من قرأ سورة الواقعة كل يوم لم تصبه فاقة أبدًا) وفاقة بمعنى الفقر”، وسيدنا عبد الله بن مسعود عندما قالوا له ماذا ستترك لبناتك بعد موتك وكان عنده ثلاث بنات قال لهم (تركت لهم حديث النبي قراءة سورة الواقعة فلن تصيبهن فاقة أبدًا) فهو لهذه الدرجة كان يصدق في هذه السورة “الواقعة”.

من موضوعات سورة الواقعة

1- التَّذكيرُ بيومِ القيامةِ، والحَديثُ عن أهوالِها، وبيانُ أصنافِ النَّاسِ في هذا اليومِ، ومآلِ كُلِّ صِنفٍ.

2- الحَديثُ عن مَظاهِرِ قُدرةِ اللهِ تعالى، وسَعةِ رَحمتِه، وعَظيمِ فَضْلِه.

2- تأكيدُ أنَّ القُرآنَ مُنزَّلٌ مِن عندِ اللهِ تعالى، وأنَّه نِعمةٌ أنعَمَ اللهُ بها عليهم فلم يَشكُروها، وكَذَّبوا بما فيه.

3- ذِكرُ مَشهَدِ الاحتِضارِ، وحالِ المتوَفَّينَ وأقسامِهم، وعاقِبةِ كُلِّ قِسمٍ.

من مقاصد سورة الواقعة

– التذكير بيوم القيامة وتحقيق وقوعه.

– تقديم بيانات إقناعية، وأدلة برهانية للمكذبين بالبعث وبيوم الدين على صدق الأخبار القرآنية المتعلقة بيوم الدين، وأنها حق يقين.

– توجيه العقول المستقيمة لاستبصار المكانة الرفيعة التي يتحلى بها القرآن، المشتمل على أخبار يوم الدين، وما فيه من الجزاء والحساب.

– الترغيب والترهيب بما في يوم الدين من ثواب وعقاب.

– وصف ما يعرض في هذا العالم الأرضي عند ساعة القيامة.

– بيان صفة أهل الجنة وبعض نعيمهم.

– بيان صفة أهل النار وما هم فيه من العذاب، وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.

– إثبات الحشر والجزاء، والاستدلال على إمكان الخلق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.

– تتحدث السورة عن بعض آلاء الله ونعمه، وآثار قدرته فيما خلق وأبدع في الزرع والماء والنار، وأن ذلك يستوجب تسبيح الله وتقديسه على نعمه الغامرة، وشكره على آياته الظاهرة الباهرة، وتوضح أن من خلق هذا وأوجده قادر على البعث، وإعادة الناس إلى الحياة مرة ثانية للحساب والجزاء؛ لأن الإعادة أسهل من البداءة عادة.

– تذكر السورة أن الله سبحانه قضى بين الناس بالموت، وجعل لموتهم وقتاً معيناً، وهو جلَّ وعلا ليس بعاجز على أن يبدل صورهم بغيرها، وينشئهم خلقاً آخر في صور أخرى لا يعرفونها.

– الاستدلال بنزع الله الأرواح من الأجساد والناس كارهون، لا يستطيع أحد منعها من الخروج، على أن الذي قدر على نزعها دون مدافع قادر على إرجاعها متى أراد.

– في السورة قَسَمٌ على مكانة القرآن وعلو شأنه، وتقريع للكافرين على قبح صنعهم، وعجيب شأنهم؛ حيث وضعوا التكذيب موضع الشكر، وقابلوا النعمة بالجحود والكفر.

– أكدت السورة أن القرآن منزل من عند الله، وأنه نعمة أنعم الله بها عليهم، فلم يشكروها وكذبوا بما فيه.

– في آخر السورة إجمال ما فصلته أولاً عن أحوال الأصناف الثلاثة، وما ينتظر كل صنف من ثواب أو عقاب.

– تُختم السورة بأمر كل مُتَلَقٍ لديه الاستعداد لأن يومن ويُسلم؛ لما في قلبه من خير، بأن يسبح باسم ربه العظيم، المهيمن عليه دوماً بصفات ربوبيته.

فوائد سورة الواقعة

1- مداومة قراءتها بتفكر وتدبر آياتها، تمنع الفقر والفاقة.

2- تجلب الرزق.

3- تمنع البؤس.

4- سميت “سورة الغنى”.

5- من داوم على قراءتها لم يُكتب من الغافلين، لما فيها من ترهيبٍ وذكرٍ لأهوال القيامة والحساب والعقاب والاحتضار، فلا تترك من يقرأها فرصة أن يكون غافلًا أبدًا،ما رواه ابن دقيق العيد عن عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: قالَ أبو بَكْرٍ: يا رسولَ اللَّهِ أراكَ قد شِبتَ؟ قالَ: «شيَّبتْني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتساءلونَ»، لما ورد في هذه السّور من التّخويف من عذاب الآخرة، وذكر صفات الجنّة.

6- روى الهيثمي في معجم الزوائد أنَّ عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – قال: «قرأتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سورةَ الواقعةِ فلمَّا بلغْتُ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فرُوحٌ وَرَيحَانٌ يا ابنَ عمرَ».

7- من أصحّ ما جَاء في فضائل وأسرار سورة الواقعة ما رُوي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا وقد أمرتُ بناتي أن يقرأْنها كلَّ ليلةٍ».

8-قراءة الواقعة بابٌ من أبواب الرزق كما في الحديث؛ من قرأها لم يفتقر ومن داوم عليها استغنى؛ حيث سُمّيت في موضعٍ آخر بسورة الغِنى، وفي صحة ذاك الحديث نظر.

علماء يعددون فضل سورة الواقعة

قال الشيخ محمد متولي الشعراوي، إمام الدعاة، رحمة الله عليه، إن من أراد علم الاولين والآخرين والدنيا والآخرة والثواب والعقاب فعليه بقراءة هذه سورة الواقعة.

وحكى “ الشعراوي” رحمة الله عليه، فى فيديو له، عن فضل هذه السورة قائلاً:”سيدنا عبدالله بن مسعود دخل عليه سيدنا عثمان كان بلغه عنه شيء وقطع عنه العطية، فلما قطع العطية وكان قد مرض فدخل عثمان رضي الله عنه يعوده قال له ما تشتكي. شوف بقى اللى صاحي لربنا؟،قال له أشتكي ذنوبي مش بطني ولا دماغي، وماذا ترجو؟، أرجو رحمة ربي، قال له طيب نرجع لك العطاء، قال له منعتني منه وأنا صحيح وعايز تديه لي وانا بحتضر، قال له يبقي لبناتك ولعيالك، قال له بناتي مش عايزينه لأنني علمتهم سورة الواقعة وسمعت من الرسول اللي يعلم ولاده سورة الواقعة لا يرى فقرا أبدا”.

– وكان الشيخ محمد أبو بكر، الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف، أكد أن سورة الواقعة لها تأثير عجيب في تيسير الأرزاق وفتح الأبواب المغلقة ولكن لمن أخذها بيقين وبصدق توكل وأخذ بالأسباب.

وعن وقت قراءتها، تحدث أبو بكر، في مقطع فيديو سابق، فيقول إنها تقرأ في الصباح قبل أن يخرج المسلم إلى عمله أو مشروعه أو مصدر رزقه، فبعدما يصلي مباشرة صلاة الصبح يقرأ سورة الواقعة ثم يرفع يده إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء.

وقال أبوبكر إننا لو عدنا إلى كتب العلم وكلام الصالحين لوجدنا أن المشهور في بسط الرزق من القرآن الكريم هي سورة الواقعة وسورة يس، مضيفاً عن سورة الواقعة أنها تؤمن صاحبها من الفقر أو الفاقة، ونصح أبو بكر متابعيه بترديد هذه الآية على الدوام خاصة في أماكن رزقه وعمله، ويسبقها ويلحقها بالاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، محذرًا من أن يستهين بها أحد فهي تكفي كل شيء وعن كل شيء من أمور الدنيا والآخرة، أما الآية فهي قوله تعالى: ” وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.

– أما الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فاستشهد على فضل سورة الواقعة بما ورد من حديث عن عبد الله بن مسعود: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْوَاقِعَةِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ لَمْ تُصِبْهُ فَاقَةٌ أَبَدًا، قَالَ: وَقَدْ أَمَرْتُ بَنَاتِي أَنْ يَقْرَأْنَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ”.

وقال أمين الفتوى، في فيديو بث مباشر سابق لصفحة دار الإفتاء على فيسبوك، بأن كل هذه الأمور تكون من المبشرات، وعلى الإنسان ان يقرأ سورة الواقعة ليلًا، مشيرًا إلى ان الليل هذا يكون من المغرب إلى الفجر.

– وكان الداعية الدكتور عمرو خالد لفت إلى أن هناك ثلاث سور قرآنية تعلم المؤمن خطوات زيادة رزقه، اولاها سورة الواقعة، فلها علاقة بالرزق، وبالحفظ من الفقر، على الرغم من أن لفظ الرزق لم يأت فيها غير مرة واحد، لكنها تتفتح عينك على أسباب الرزق، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الواقعة كل يوم لم تصبه فاقة أبدًا”، والفاقة معناها الفقر.

وعبر فيديو سبق أن نشره على قناته الرسمية على يوتيوب، قال خالد إن سورة الواقعة لها سر عجيب تفتح لك أبواب الرزق الواسع وتنجيك من الفقر، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الواقعة كل يوم لم تصبه فاقة أبدًا، فييقول عمرو خالد أن عبد الله بن مسعود حين سأل ماذا سيترك لبناته بعد ما يموت، قال: تركت لهم حديث النبي قراءة سورة الواقعة فلا تصبهم فاقة أبدًا.

وقال عمرو خالد إن سر سورة الواقعة وسبب عدم إصابة من يقرأها بالفاقة أبدًا، لانها تبدأ بالسابقون السابقون، أي المبادرون الذين يأخذون دائمًا أول صف ويتحركون ويعملون، في الآخرة والدنيا، فسورة الواقعة تقسم الناس ثلاثة انواع وتقول أن أفضل نوع السابقين الأولين، فكأن نصفها الأول ينصح العبد أن يكون من المحسنين المبادرين، أما النصف الآخر منها فيقول له أن يترك الأمر لله ويتوكل عليه، فيقول تعالى: “أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ، أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ”، “رزقك عند الله بس انت خليك من السابقين اللي بيحسنوا في عملهم”، وقال عمرو خالد أن سورة الواقعة جزءان من عاش بهما نجاه الله سبحانه وتعالى من الفقر لأنه بذل ما في وسعه وتوكل على الله.

اقرأ أيضاً:

هل تجوز شرعًا؟.. أمين الفتوى يوضح حكم الصلاة في المنزل خلف إمام المسجد

تزوجت بعد الطلقة الثالثة لكنه توفي قبل الدخول فهل يجوز الرجوع للزوج الأول؟.. ازهري يجيب

حكم إجراء ليزر فى أماكن العورة عند طبيب؟.. أستاذ بالأزهر يجيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى