أستاذ جامعي إماراتي يخوض تجربة العمل «سائق أجرة»
![](https://khaleejevents.com/wp-content/uploads/2025/02/1738733081_image-780x470.jpg)
قادت الرغبة في فهم السلوك البشري، وتنوع الناس، واختلاف طبائعهم وعاداتهم وردّات فعلهم، أستاذاً جامعياً مواطناً للعمل، فترة لا تزيد على شهرين، سائق أجرة.
وقرر الدكتور عمار شمس، الذي تولى مناصب قيادية في عدد من الشركات والبنوك، خوض غمار تجربته الجديدة، التي يعدها الأكثر إثارة وتأثيراً في حياته، لرؤية مدينته التي يعيش فيها منذ 60 عاماً بعيون الآخرين، واستكشاف جوانب جديدة فيها لم يسبق له أن رآها طوال حياته.
يقول لـ«»: «بعد سنوات من حياة نمطية عشتها، رصدتُ أشياء وأماكن في دبي لم أكن أعرفها، واكتشفت كيف ينظر الناس إلى إمارتي، وما الأحلام التي دعتهم للتوجه إليها، والإقامة فيها، كما تعلمت من زملائي في شركة تاكسي دبي الكثير».
وأضاف: «حينما عشت التجربة أدركت الفارق.. لأن دبي التي رأيتها كسائق سيارة أجرة وأنا أجوب شوارعها طلباً للاكتشاف، وسعياً وراء المعرفة أضافت الكثير إلى دبي التي كنت أعرفها طوال عمري».
وروى الدكتور عمار شمس تجربته المثيرة لـ«»، قائلاً: «أول شهادة جامعية حصلت عليها كانت في الاقتصاد من جامعة كينت في بريطانيا، وبعد عودتي إلى الإمارات عملت في إحدى شركات النفط 17 عاماً، وصلت خلالها إلى منصب رئيس الموارد البشرية، لكنني اتخذت قراراً بالخروج من مجال العمل لأبحث عما يثير شغفي».
وقال شمس: «حصلت على ماجستير في القانون الدولي المقارن، وبعد عودتي عملت في وظائف مختلفة، منها مهرجان دبي للفيلم، ووزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي (أحد أعضاء فريق تنظيم أول انتخابات للمجلس الوطني بالدولة)، وهذه أعلى نقطة مهنية في حياتي».
وتابع: «كان لديّ اهتمام بمجال التعليم، فدرّست مادتين في كليات التقنية بدبي، وبعد عودتي بالماجستير سُمح لي بتدريس مواد إضافية، كما التحقت بأحد البنوك الكبرى في الدولة رئيساً للموارد البشرية، ثم مستشاراً للرئيس التنفيذي، وإلى جانب عملي درست تاريخ العالم العربي المعاصر وأخلاقيات العمل، وكنت عضو المجلس الاستشاري لكليات التقنية، والمجلس الاستشاري لتأسيس الجامعة البريطانية، وتم اختياري نائباً لرئيس مجلس إدارة مدرسة Dubai English speaking school، وهي أقدم مدرسة باللغة الإنجليزية في دبي».
وواصل شمس حديثه: «بالعودة إلى الدراسة، حصلت على الدكتوراه، وعدت إلى الدولة للتدريس في الجامعة البريطانية، لكن شغفي الأكبر هو فهم السلوك البشري وطباع الإنسان، لذلك قررت الخروج من نمط حياتي المعتاد، والاحتكاك بأشخاص لم أكن أحتك بهم من قبل، وكنت حريصاً على ألا يراني هؤلاء أستاذ جامعة أو إماراتياً، حتى يتعاملوا معي بصورة طبيعية، وينطلقوا في الحديث عن آرائهم وأفكارهم بأريحية، كما رغبت في معرفة كيف يرى الناس دبي من منظورهم حتى أستفيد وأتعلم منهم».
واستطرد: «اتخذت قراراً بالعمل سائق تاكسي، لقدرتي على القيام بتلك المهنة جسدياً ونفسياً، كما أنني مغرم بقيادة السيارات، فاتصلت بـ(أوبر) و(كريم)، لكنهما طلبا مني استخراج رخصة ليموزين من هيئة الطرق والمواصلات، ثم تواصلت مع شخص أعرفه في الهيئة، وأخبرته بأنني أرغب في قيادة تاكسي، فقال لي: نحن جهة ترخيص ولسنا جهة عمل، فاتصلت بشركة (تاكسي دبي)، وأخبرتهم برغبتي في العمل لمدة شهرين، فأخبروني بضرورة خضوعي للقوانين والأنظمة المُطبقة على السائقين كافة، فخضعت لمقابلات وبرنامج تدريبي، وبدأت العمل مثل أي سائق (وردية كاملة)».
وأضاف شمس: «أثناء المقابلة، طلب مني مسؤول التوظيف الخضوع لاختبار في اللغة الإنجليزية على الرغم من شهاداتي، فخضعت للاختبار فعلاً، ثم انضممت للبرنامج التدريبي باللغة العربية».
ويوضّح: «أثناء التدريب كنا 35 شخصاً، منهم 29 مصرياً وخمسة جزائريين وأنا».
ويروي شمس بعضاً من المواقف الطريفة التي صادفته أثناء عمله، قائلاً: «في إحدى المرات وقفت في صف انتظار، والتقيت بسائق ليموزين، وحينما سألني عن جنسيتي وأخبرته بأنني إماراتي لم يصدق، واعتقد أنني أنتحل صفة شخص عثرت على أوراقه، وطلب مني إعادتها إلى صاحبها حتى لا أقع في مشكلة مع الشركة».
وأكد أن الركّاب الإماراتيين كانوا الأقل من ناحية ردّ الفعل أو الاندهاش من الفكرة، فأحدهم قال له: «هل يعطونك راتباً جيداً؟».
وذكر أن هذا الراكب كانت تعرفته 13 درهماً، لكنه ترك له 100 درهم على المقعد وغادر.
وذات مرة أوصل راكبة من منطقة قريبة من المدرسة التي يعمل نائباً لرئيس مجلس إدارتها، ولاحظت أن لهجته بريطانية.. فسألته: هل أنت بريطاني؟ فأجابها بأنه إماراتي، وحينما نظر إليها قالت: أعتقد أنني رأيتك من قبل، فسألها: أين تعملين؟ وذكرت له اسم المدرسة، فأجابها بأنه نائب رئيس مجلس إدارتها.
ويوضّح عمار شمس أن قيادة السيارات لطالما مثّلت شغفاً له، فالأمر الأكثر راحة بالنسبة إليه هو الخروج بسيارته إلى البر، والقيادة بعيداً عن الزحام والبنايات.
ويروي أنه قاد سيارته بصحبة زوجته ذات مرة من دبي إلى لندن، مروراً بدول عدة، هي: السعودية، وسورية، وتركيا، وبلغاريا، ورومانيا، والمجر، والنمسا، وألمانيا.
لمشاهدة الفيديو الرجا، يرجى الضغط على هذا الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news