استعدادًا لمرحلة جديدة في العلاقات التجارية، يجري العمل على استكمال عملية تصدير تجريبية من المغرب إلى سبتة، تهدف إلى ترسيخ عمل الجمارك التجارية وتوفير إجراءات واضحة لرجال الأعمال.
وشهد يوم الثلاثاء، 11 فبراير، تحركًا لوجستيًا جديدًا بين سبتة، مليلية، والمغرب في إطار تعزيز التعاون التجاري.
في سبتة، غادرت شاحنة تابعة لشركة Vivera محملة بمنتجات متعلقة بقطاع السيارات عند الساعة 15:25. وفي مليلية، تحركت شاحنة أخرى تحمل سلعًا منزلية عند الساعة 19:30.
النتيجة: كلا الشاحنتين نجحتا في تفريغ حمولتهما داخل المغرب وفق الإجراءات الجمركية.
في حالة سبتة، استغرقت العملية 5 ساعات ونصف، حيث أكدت مصادر رسمية أنه بحلول الساعة التاسعة مساءً، كان الناقل قد سلّم البضاعة إلى المستلم المغربي.
ما يجعل هذه العملية تاريخية هو أنها المرة الأولى التي تعبر فيها شاحنة محملة ببضائع مصرح بها جمركيًا معبر تراخال إلى المغرب وفقًا للإجراءات الرسمية.
في مليلية، تمت عمليات مماثلة سابقًا، حيث تم إرسال عدة شحنات من قبل. أما في سبتة، فقد وُصف الحدث بأنه « نجاح كبير »، وأول بعثة تجارية رسمية، معتبرًا علامة فارقة في تطبيع العلاقات التجارية، بحسب تصريح السلطات المحلية.
التحدي القادم: تنظيم عمليات الاستيراد
بعد النجاح في تصدير البضائع، يتركز الاهتمام الآن على استكمال عملية استيراد أولى وفقًا للإجراءات الجمركية الجديدة. يجري حاليًا العمل على تحليل الخطوات القادمة، وصياغة إجراءات واضحة، مع معالجة التفاصيل العالقة لتنظيم عمليات التبادل التجاري بين الطرفين.
من المتوقع أن تعقد كريستينا بيريز، مندوبة الحكومة، مؤتمرًا صحفيًا قريبًا للإعلان عن الخطوة القادمة في مسار تطبيع التجارة.
في حين نجحت سبتة في تصدير البضائع، لا تزال هناك حاجة إلى تنفيذ أول عملية استيراد ناجحة، لا سيما فيما يتعلق بـ: مواد البناء (لتخفيض تكاليف الإنشاءات).
الأسماك والخضروات، لتلبية الطلب المحلي بأسعار تنافسية.
إتمام هذه العملية سيكون بمثابة الخطوة النهائية لاستكمال الدورة التجارية وجعلها عملية روتينية مستدامة.
في أبريل 2022، أي قبل ثلاث سنوات بالضبط، اتفقت إسبانيا والمغرب على إعادة فتح الجمارك التجارية. واليوم، يترقب رجال الأعمال الإجراءات النهائية لبدء تشغيل خط تجاري مفتوح ومنظم مع المغرب.