الحرس المدني الإسباني يعاود دخول نفق تهريب الحشيش في سبتة بحثا عن امتداداته مع بوادر تعاون مغربي

الوحدة المختصة بالاستكشاف الجوفي التابعة للحرس المدني الإسباني عادت إلى سبتة الاثنين، للدخول مجددًا إلى المستودع الذي يضم نفق التهريب المستخدم في إدخال الحشيش من المغرب.
هذه الوحدة، التي تُعتبر من نخبة القوات الأمنية، وصلت إلى المنطقة الصناعية بتراخال بعد الساعة السابعة مساءً. وقام عدد من عناصرها بالتوجه إلى المستودع الذي كان يستخدم سابقًا كورشة للرخام، لكنه في الحقيقة كان يخفي نفقًا لتهريب المخدرات.
ومنذ الساعة الخامسة مساءً، تواجد في الموقع عناصر من وحدة الشؤون الداخلية، وبعد فترة قصيرة، انضم إليهم عنصران من الشرطة المحلية كشهود على فتح المستودع، وذلك بسبب عدم العثور على مالكه.
وبحلول الساعة السادسة مساءً، قامت دوريات الحرس المدني في سبتة بإغلاق المنطقة تمامًا أمام أي مركبات أو أشخاص غير معنيين بالتحقيق، لضمان عدم تسريب أي معلومات أو تدخل أي أطراف غير مرغوبة.
كما تم رصد سيارة تحمل لوحة تسجيل مغربية وصلت إلى الموقع، وكانت تقل ضابطة ارتباط للحرس المدني في المغرب، التي تحدثت مع عناصر الحرس المدني الإسباني المكلفين بالمهمة.
استئناف التحقيقات والتعاون مع المغرب
تم تكليف وحدة الاستكشاف الجوفي بمهمة تحديد موقع النفق منذ 19 فبراير، وبعد استكمال الإجراءات على الجانب الإسباني، تم تقديم طلب تعاون رسمي إلى السلطات المغربية عبر اللجنة القضائية المختصة.
بقي المستودع مغلقًا حتى إعادة فتحه اليوم من قبل الشؤون الداخلية، لاستكمال البحث داخل النفق، وسط ترقب كبير لمدى استجابة المغرب في تقديم معلومات عن امتداد الممر داخل أراضيه.
ضخ المياه لمواصلة الاستكشاف
في ظل غياب أي بيانات رسمية حول المرحلة الرابعة من العملية، تم خلال الليلة الماضية تركيب مضخات لسحب المياه التي تجمعت مجددًا داخل النفق، بهدف إفراغه بحلول صباح الثلاثاء حتى يتمكن المحققون من التقدم أكثر داخل الممر وكشف تفاصيله بدقة أكبر.
الحرس المدني يقدر طول النفق بـ 50 مترًا داخل سبتة، لكنه بحاجة إلى معلومات دقيقة من المغرب لمعرفة الامتداد الكامل له، وهو الأمر الذي ظل معلقًا طوال الأيام الماضية في انتظار التعاون المغربي.
التحقيق يأتي في إطار مكافحة تهريب المخدرات على نطاق واسع، حيث استُخدمت شاحنات ومقطورات لإدخال كميات ضخمة من الحشيش إلى إسبانيا. وخلال العملية، تم إيقاف شحنات من المخدرات، من بينها 3 أطنان من الحشيش كانت مخبأة بين جثث حيوانات، بهدف التمويه وتجنب التفتيش الدقيق.
حتى الآن، تم اعتقال 14 شخصًا على صلة بالقضية، من بينهم اثنان من الحرس المدني الإسباني والسياسي محمد علي دواس.
أهمية التعاون المغربي في كشف الحقيقة
طلبت إسبانيا تعاون المغرب ليس فقط من خلال المحكمة الوطنية، بل أيضًا عبر تنسيق مباشر بين الوزارات المعنية، مما أدى إلى إعادة فتح المستودع لاستكمال التحقيقات.
الهدف الأساسي الآن هو معرفة المكان الذي ينتهي إليه النفق داخل المغرب، وذلك لفهم الأبعاد الكاملة لهذه الشبكة الإجرامية التي تعمل على أعلى المستويات.
تواصل إسبانيا جهودها في عملية « هاديس »، التي ينفذها الحرس المدني منذ سنوات، وذلك من أجل كشف الطريقة التي دخلت بها هذه الكميات الضخمة من المخدرات دون أن يتم رصدها في أي نقطة تفتيش.
في حال نجاح المضخات في سحب المياه المتراكمة، فمن المتوقع أن يتمكن المحققون يوم الثلاثاء من التقدم أكثر داخل النفق، ومعرفة المدى الذي يمتد إليه داخل الأراضي المغربية، وذلك بناءً على المعلومات التي قد تقدمها السلطات المغربية خلال الأيام المقبلة.