ملتقى نسائي بالأزهر: النية شرط قبول الأعمال وهذه الأمور تفسدها

01:27 ص
الأربعاء 05 مارس 2025
مصراوي:
عقد الجامع الأزهر، أمس الثلاثاء، فعاليات ملتقى “رمضانيات نسائية”، حيث نُوقِشَ موضوع “إنما الأعمال بالنيات” بمشاركة الدكتورة إلهام شاهين، أستاذة العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذة شيماء ربيع محمد، عضو مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، والأستاذة حياة عيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.
قالت د. إلهام شاهين إن كلمة “النية” لم ترد في القرآن الكريم، لكنها وردت في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الله سماها بمسميات أخرى مثل “ابتغاء”، “إخلاص”، “تقوى”، “إرادة”، وكلها مرادفات لكلمة النية. فالنية، مثل نواة التمر، تجعل العمل يثمر ويتضاعف.
وأضافت: أن النية تعمل في الطاعات والعبادات، وتحولها إلى طاعة يُثاب عليها ويتضاعف الأجر كلما أخلص العبد في نيته. كما أن النية قد تحول العمل المباح إلى طاعة، بينما لا يمكنها تحويل المعصية إلى طاعة، ولذلك يجب على المسلم أن يعدد النوايا في أعماله، فالله يعلم ما في نية عباده، ومن أسهل الطرق لاكتساب الحسنات أن يكون العمل بنية صادقة.
وتناولت أ. شيماء ربيع، مفهوم النية في اللغة، حيث هي القصد والإرادة، وشرعًا هي قصد القلب لفعل شيء وعزمه عليه. وأكدت أن النية هي التي تميز العبادات عن العادات، وتحدد العبادة عن مثيلتها. كما أن لها أثرًا في صلاح الأعمال وقبولها والإثابة عليها.
وأوضحت أن جمهور العلماء اشترط النية في العبادات ليكون العمل مجزئًا، مثل الطهارة والصلاة والزكاة والحج، وكذلك الصيام؛ فقد عرَّفه الفقهاء بأنه إمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات بنية التقرب إلى الله تعالى.
كما أكدت أن النية تعد بابًا للاستزادة من الثواب، حيث ينوي المسلم بالعبادة امتثال طاعة الله عز وجل، واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، والتقرب إليه بعمل يحبه، والدخول في ولايته. وقال ابن المبارك رحمه الله: “رُبَّ عملٍ صغيرٍ تُكثِّرُهُ النية، ورُبَّ عملٍ كثيرٍ تُصَغِّرُهُ النية”.
بينما أشارت الباحثة حياة عيسوي أن النية محلها القلب، وقد ذهب العلماء إلى استحباب التلفظ بها. وأن للنية مفسدات تحبط العمل وتذهب بالثواب، مثل الرياء والشرك.
جدير بالذكر أن ملتقى “رمضانيات نسائية” يأتي في إطار الخطة العلمية والدعوية للجامع الأزهر خلال شهر رمضان، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.