اخبار المغرب

تفاصيل نشوب حريق في مخيم للمهاجرين الأفارقة بتزنيت

ليلة الجمعة السبت لم تكن كباقي ليالي السمر التي يجتمع فيها المهاجرون مجموعات متفرقة حول ألسنة لهيب قنينات الغاز المشتعلة التي تتم الإستعانة بها للتدفئة والطهي، داخل مخيمهم بمدينة تزنيت، بل كانت ليلة قاسية بسبب انخفاض درجة الحرارة لمستويات قياسية تزامنا مع ماتشهده المدينة من ترقب لعودة التساقطات المطرية.

وفق المعطيات التي حصل عليها « اليوم24″،  نشب خلاف بسيط بين سيدة وشخص بالغ انتهى بشجار عنيف شب بين مجموعتين من المهاجرين، وقيام المعنية بالأمر بقذف قنينة غاز مشتعلة صوب غريمها بغضب بعد تعنيف هذا الأخير لإبنها.

غير أن القنينة سرعان ما سقطت في اتجاه أحد الخيام البلاستيكية لتشب فيها النيران وتنتشر بسرعة في المخيم كله بفعل الرياح .

واندلعت النيران بكثافة لتلتهم الخيام البلاستيكية التي يناهز عددها 35 خيمة بلاستيكية،  حيث أصيب عدد من المهاجرين بحروق بليغة نقلو على إثرها للمستعجلات، بينما باغتت النيران سيدة من الكوديفوار رفقة طفلتها وهن نائمتين داخل الخيمة، وتنتهي حياتهن بهذا الشكل المأساوي.

ونقلا عن فعاليات محلية التقت بالناجين من الحريق، فقد فقد هؤلاء وثائقهم وأموالهم وملابسهم، وهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية،  ومنهم من اختفى عن الأنظار وغادر المدينة خوفا من المتابعة القانونية وترحيله للديار.

الأشخاص المنحدرون من دول جنوب الصحراء ممن حضرو الفاجعة، فضل أغلبهم الرحيل من المدينة والاختفاء عن الأنظار مخافة سقوطهم في متابعات قضائية يمكن أن تؤدي بهم لامحالة للترحيل لبلدهم.

على اعتبار أن الحريق لم يكن حادثا عاديا كما قيل،  بل كان نتيجة شجار عنيف شب في المخيم، وما خلف ذلك من استنفار كبير للسلطات الأمنية بالمنطقة التي حضرت لمعاينة الواقعة وتحديد هوية المتورطين وفتح تحقيق في الموضوع بأمر من النيابة العامة المختصة.

وعلاقة بالموضوع، احتضنت السلطات المحلية بتزنيت عددا من الناجين من مأساة احتراق مخيم المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، الذي أودى بحياة سيدة وطفلتها بسبب النيران الكثيفة التي شبت في خيمتها البلاستيكية.

وعلم « اليوم24 » أن السلطات المحلية بتزنيت قامت بإيواء المهاجرين بفضاء ملعب بين النخيل ابتداءا من ليلة أمس السبت،  والبالغ عددهم 17 فردا من بينهم خمس نساء، ثلاثة منهن حوامل.

وفي نفس السياق، عملت فعاليات مدنية بتزنيت على تنظيم إفطار تضامني مع الناجين بمساهمة من المحسنين، لمواساتهم ودعمهم نفسيا، مع اطلاق نداءات للمساعدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لتوفير مايكفي من الأغطية والألبسة اللازمة والمواد الغذائية لدعم هؤلاء ممن لازالو مستقرين بتزنيت، بعدما التهمت النيران كل ممتلكاتهم من خيام وافرشة وملابس ووثائق شخصية .

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى