اخبار البحرين

ظاهرة الإسلاموفوبيا تمثل تهديدًا حقيقيًّا للسلم العالمي

نيويورك في 16 مارس/ بنا / قال فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمة له بالجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بمناسبة: الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الإسلاموفوبيا، إن هذا الاحتفاء بهذا اليوم العالمي جاء تتويجًا لجهود مشكورة، تحملت عبئها مجموعة الدول الإسلامية لدى الأمم المتحدة، لمواجهة هذه الظاهرة اللا معقولة واللا منطقية، والتي باتت تمثل تهديدًا حقيقيًا للسلم العالمي.

 

وأعرب شيخ الأزهر في كلمة ألقاها نيابة عنه السفير أسامة عبد الخالق مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عن تقدير فضيلته العميق للمواقف النزيهة والشجاعة للأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”،  ولكلماته التي تحدث فيها عن الإسلام حديثًا منصفًا ينم عن معرفة حقيقية بهذا الدين وبتعاليمه السمحة.

 

وبيّن أن “الإسلاموفوبيا” لم تكن إلا نتاجًا لجهل بحقيقة هذا الدين العظيم وسماحته، ومحاولات متعمدة لتشويه مبادئه التي قوامها السلام والعيش المشترك، ونتيجة لحملات إعلامية وخطابات يمينية متطرفة، ظلت لفترات طويلة تصور الإسلام على أنه دين عنف وتطرف، في كذبة هي الأكبر في التاريخ المعاصر.

 

وأكد، بحسب الموقع الإلكتروني جلس حكماء المسلمين، أن التحديات الجسام التي تحيط بعالمنا اليوم، من حروب وصراعات وتصاعد مطرد لخطابات الكراهية، والتعصب والتطرف والتمييز  دعونا للتعاضد وتوحيد الصفوف لبناء جسور التفاهم على أنقاض الجهل والغطرسة والكراهية، وتفرض علينا إشعال شموع الحكمة في أنفاق الصور النمطية وظلماتها الداكنة.

 

وقال إن الحوار بين الأديان والثقافات لم يعد اليوم ترفًا، بل ضرورة وجودية لإنقاذ البشرية من براثن الجهل وسوء الفهم، ولتكن كلماتنا جسرًا يزيل هواجس الإسلاموفوبيا بخطاب الاعتدال، ويتمسك بالانفتاح على الآخر.

 

ودعا الإمام الأكبر إلى مواجهة خطاب الكراهية الذي يتسلل عبر الخطابات والممارسات اليومية في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، وإطلاق حملات توعوية تزرع بذور التسامح وتعزز ثقافة الاحترام المتبادل والتعاون لصناعة خطاب قادر على إعادة روابط التفاهم والتضامن والإخاء بين الشعوب.

 

كما دعا شيخ الأزهر إلى وضع تعريف دولي لظاهرة الإسلاموفوبيا، يتضمن تحرير مجموعة من المصطلحات والممارسات المحددة بشكل دوري، وتعبر عن التخويف أو الحض على الكراهية أو العنف ضد الإسلام والمسلمين بسبب انتمائهم الديني، وإنشاء قواعد بيانات شاملة ومحدثة لتوثيق الجرائم والممارسات العرقية والعنصرية ضد المسلمين بسبب دينهم، ورصد القوانين والسياسات التي تشكل تعميقًا للظاهرة، أو تمثل حلولاً تساعد على معالجتها، بحيث تهدف في نهاية المطاف إلى صياغة قوانين وتشريعات توقف هذه الظاهرة، وتبعث بدلا منها تعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني.

 

وفي ختام كلمته، أكد الإمام الأكبر أن المعركة ضد الإسلاموفوبيا هي مجهود عملي متواصل يترجم في مجالات: التعليم، والحوار، والإعلام والتشريعات التي تحمي كرامة الإنسان، أي إنسان؛ فلنعمل يدًا واحدة، حكومات ومنظمات، لاستحداث آلية للمراقبة والتقييم لفعالية التدخلات والمبادرات الهادفة إلى مكافحة الإسلاموفوبيا، تشمل مؤشرات أداء رئيسية، وتصنع عالمًا تشرق فيه شمس العدالة والتعايش، ويرفرف في سمائه علم الإخاء بين البشر.

 

م.ص, S.H.A

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى