«أزمة البيض» تتصاعد في أمريكا.. فنلندا ترفض التصدير وواشنطن تبحث عن بدائل أخبار السعودية

تشهد الولايات المتحدة الأمريكية أزمة غير مسبوقة في سوق «البيض»، حيث أدى تفشي إنفلونزا الطيور إلى نقص حاد في الإمدادات المحلية، مما دفع السلطات الأمريكية إلى اللجوء إلى دول أوروبية لتأمين احتياجاتها. وفي تطور لافت رفضت فنلندا، إحدى الدول التي استهدفتها واشنطن، طلب تصدير البيض، مما يفاقم التحديات التي تواجهها أكبر اقتصاد في العالم.
وبدأت أزمة البيض في الولايات المتحدة مع انتشار وباء إنفلونزا الطيور H5N1)) الذي اجتاح مزارع الدواجن الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى نفوق ملايين الدجاج البياض وارتفاع أسعار البيض بنسبة تجاوزت 59% على أساس سنوي بحلول فبراير 2025، وفقًا لتقارير حديثة، ومع عجز الإنتاج المحلي عن تلبية الطلب، توجهت وزارة الزراعة الأمريكية إلى دول أوروبية مثل الدنمارك والسويد وفنلندا لاستيراد كميات إضافية من البيض.
وأعلنت جمعية الدواجن الفنلندية، في بيان رسمي (السبت)، رفضها طلب الولايات المتحدة لتصدير البيض، مشيرة إلى أن الكميات التي يمكن لفنلندا توفيرها «لن تحل أزمة النقص الأمريكية» وأوضحت رئيسة الجمعية، «فيرا ليهتيلا»، أن عملية التصدير تتطلب مفاوضات طويلة الأمد وتفتيشات صارمة لتلبية معايير الاستيراد الأمريكية، وهو أمر لم يتم الإعداد له مسبقًا، موضحة أن بلادها «تحقق الاكتفاء الذاتي من البيض، لكنها لا تملك فائضًا كبيرًا يمكن أن يحدث فرقًا ملحوظًا للولايات المتحدة».
ونقلت وكالة «رويترز» عن جمعية منتجي البيض في دول الشمال الأوروبي، أن السلطات الأمريكية اتصلت بالدنمارك وعدد من الدول الأوروبية الأخرى بطلب تصدير البيض إلى السوق الأمريكية وسط نقص في البلاد.
تداعيات الرفض
أخبار ذات صلة
جاء قرار فنلندا ليزيد من تعقيد الوضع في الولايات المتحدة، التي كانت تأمل في دعم أوروبي لتخفيف الضغط على أسواقها، ومع تزايد الطلب المحلي، خصوصا في ظل اقتراب عيد الفصح الذي يشهد استهلاكًا مرتفعًا للبيض، باتت الحكومة الأمريكية أمام خيارات محدودة. وتشير تقارير إلى أن تركيا بدأت بالفعل في تصدير حوالي 15 ألف طن من البيض إلى الولايات المتحدة في فبراير الماضي، لكن هذه الكميات لا تزال غير كافية لسد الفجوة.
تحديات إضافية
ويواجه قطاع البيض الأمريكي ضغوطًا متزايدة بعد فرض رسوم جمركية مرتفعة على شركاء تجاريين رئيسيين، مما أثار مخاوف من ردود فعل قد تعيق استيراد السلع الزراعية، كما أن نقل البيض عبر المحيط الأطلسي يشكل تحديا لوجستيا بسبب هشاشة المنتج وقصر مدة صلاحيته، مما يجعل الاعتماد على مصادر بعيدة أمرا غير عملي إلى حد كبير.
وفي ظل هذه التطورات، أعلن وزير الزراعة الأمريكي بروك رولينز، عن خطة بقيمة مليار دولار لمكافحة إنفلونزا الطيور ودعم الإنتاج المحلي، لكن الخبراء يرون أن الحلول السريعة قد تظل بعيدة المنال، وفي الوقت نفسه، يتجه الأنظار إلى دول أخرى مثل الدنمارك والسويد، رغم أن هذه الدول أشارت إلى صعوبات مماثلة في التصدير بسبب القيود التنظيمية والنقص الأوروبي الجزئي في البيض.