اخبار

«جماعات الهيكل» تخطط لاقتحام الأقصى في عيد الفصح

اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى المبارك من باب «المغاربة»، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت «دائرة الأوقاف الإسلامية» في القدس أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، وتجولوا في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية منه.
وأطلقت هيئات دينية ووطنية فلسطينية نداءات عاجلة لحشد أكبر عدد ممكن من المرابطين في المسجد الأقصى، لا سيما خلال الأيام المقبلة التي تسبق عيد «الفصح» العبري حيث تصاعدت التهديدات التي أعلن عنها جماعات الهيكل.
وكانت مجموعات يهودية متطرفة نشرت صورة متخيلة لوزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وهو يحمل القربان في الهيكل المزعوم مكان الأقصى وذلك بعد أيام من تدشينه عودة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى من بعد عيد الفطر. وأطلقت جماعات الهيكل المتطرفة حملة لتهريب القربان الحيواني إلى المسجد الأقصى على مدى أيام الأسبوع الحالي في محاولة لبناء الزخم وتجييش جمهورها استباقاً لعدوانها الذي تحضره ضد الأقصى بالتزامن مع «عيد الفصح العبري» والذي يبدأ مع غروب شمس يوم السبت 12-4-2025 ويستمر حتى غروب يوم السبت في الرابع من الشهر الجاري.
ونشر أرنون سيجال الناشط المتطرف في جماعات الهيكل صورة جديدة متخيلة للمذبح التوراتي الأسطوري في مكان قبة السلسلة، مع تخيل لإقامة طقوس تقديم القربان الحيواني فيه.
وتظهر الصورة المذبح الحجري الأسطوري وكأنه قد بُني في مكان قبة السلسلة إلى الشرق من قبة الصخرة، وقد أحاط به عدد من «كهنة الهيكل» وهي طبقة كانت تقود الصلوات في الهيكل المزعوم حسب الأسطورة التوراتية، وقد أشعلوا النار التي يقدم إليها القربان حسب تلك الأسطورة، ويظهر في الصورة خروف صغير استعدادا لتقديمه قرباناً.
وقال الباحث في الشأن المقدسي زياد إبحيص إن جماعات الهيكل تروج لمقولة وهمية لا أساس لها أن قبة السلسلة قد بنيت خصيصاً لطمس معالم المذبح الأسطوري التوراتي، وقد عملوا في أعوام 2010-2013 على تعطيل مشروع تجديد القاشاني الذي يكسوها من الأعلى باعتباره مشروعاً «يطمس آثار المذبح التوراتي».
وتابع أن جماعات الهيكل المتطرفة تسعى إلى إقامة طقس ذبح القربان الحيواني في المسجد الأقصى ضمن مسعاها لتغيير هويته عبر إقامة كامل الطقوس التوراتية فيه، معتبرة ذلك بمثابة «تأسيسٍ معنوي للهيكل» يمهد لتأسيسه المادي.
واعتبرت محافظة القدس ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل التابعة للجماعات المتطرفة بما فيها جماعات الهيكل المزعوم المتطرفة تصعيدا خطيرا يأتي في سياق المحاولات الحثيثة والمحمومة لاستهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى راسها المسجد الأقصى المبارك.
ولاحظت المحافظة أن هذه الدعوات، التي تتزامن مع صور واستعراضات مُهدِّدة نشرتها شخصيات بارزة في هذه الجماعات الاستيطانية، بدعم وتحريض مباشر من وزراء ومسؤولين في حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم وزير «الأمن القومي» تمثل استفزازًا وانتهاكا صارخًا لمشاعر المسلمين، واعتداءً سافرًا على حقوقهم الدينية في واحد من أقدس مقدساتهم، الذي يُمثّل مكانًا إسلاميًا خالصًا باعتراف كافة القوانين الدولية، وجميع قرارات منظمة اليونسكو والأمم المتحدة. وفي السياق ذاته ، صدرت تصريحات اعتبرها مقدسيون بالخطيرة، للمتطرف (أبيعاد فيسولي) محامي جماعات المعبد المتطرفة وأحد مؤسسيها، حيث اعتبر أن رؤية جماعاته الآن للوضع في المسجد الأقصى المبارك تشير إلى أن المسلمين لم يعودوا ينزعجون من إقامة أفراد جماعات المعبد المتطرفة طقوسها الدينية في المسجد الأقصى، ولا بناءهم «كنيساً مؤقتاً» ولا وجود مدرسة دينية فيه على حد قوله.. وحسب زعمه لا ينزعج المسلمون إلا من اقتحام إيتمار بن غفير للأقصى فقط!
ووفق ذلك يرى فيسولي إمكانية التوصل لصفقة في الأقصى بمنع بن غفير من اقتحام الأقصى في مقابل فتح المسجد الأقصى للمستوطنين يوم السبت وإلغاء الدخول على شكل مجموعات وفتح المسجد لدخول المستوطنين بحرية كاملة مع تمديد ساعاتهم.
وفي سياق مواز، وبرعاية الوزير المتطرف عميحاي إلياهو الذي دعا لقصف غزة بقنبلة نووية، أقامت وزارة التراث الإسرائيلية بالتعاون مع بلدية الاحتلال، أمسية تهويدية في مغارة القطن أو الكتان شمال سور القدس، والتي يسميها الاحتلال مغارة سليمان أو «صدكياهو».
يذكر أن مغارة القطن تقع أسفل منازل البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة على مساحة نحو 9 آلاف متر مربع، واستعملت على مر عصور مقلعا للحجارة ومنها تلك التي بني منها سور القدس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى