اخبار الإمارات

الذكاء الاصطناعي يستدعي أنماطاً جديدة لتقييم الطلبة

أكد خبراء تربويون وأكاديميون أن الذكاء الاصطناعي قوة محركة، تستدعي إعادة النظر في أنظمة تقييم أداء طلبة المدارس والجامعات.

وقالوا لـ«» إن التقييمات التقليدية لم تعد كافية لقياس الكفاءات المطلوبة في سوق العمل، الذي يرتكز على الإبداع، والتحليل الرقمي، والمهارات التعاونية.

وتفصيلاً، قال عميد كلية الابتكار التقني في جامعة زايد، الدكتور عمر الفندي، إن الجامعة تسعى إلى تبني أنماط تقييم تتناسب مع عصر الذكاء الاصطناعي واستخداماته، مشيراً إلى أنها طورت نماذج تقييم تعتمد على المحاكاة وتحليل البيانات، وتقدم تغذية راجعة تساعد الطلبة على تحسين أدائهم. وأوضح: «نركز على تطوير أدوات تقييم تقيس قدرة الطالب على التفكير النقدي وحل المشكلات، لا مجرد استرجاع المعلومات، لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه تخصيص التقييمات لتناسب احتياجات كل طالب».

وأكد أن الجامعة بصدد إطلاق بيئات تعليمية رقمية تفاعلية تدمج المهارات التقنية والاجتماعية، لتخريج طلبة قادرين على التكيف مع متغيرات العصر، ومؤهلين لقيادة المبادرات المستقبلية.

واعتبرت الأستاذة بكليات التقنية العليا، الدكتورة منى جابر، أن الذكاء الاصطناعي يفرض تحولاً جذرياً في فلسفة التقييم الجامعي، إذ لم يعد الغرض من التقييم قياس مدى حفظ الطالب للمحتوى، بل تحديد مدى قدرته على استخدام المعارف في مواقف واقعية، وهذا ما تتيحه الأدوات الذكية والتفاعلية.

وأشارت إلى أهمية أن تكون أنظمة التقييم مبنية على ممارسات عادلة، خالية من التحيزات الخوارزمية، وأن تُستخدم لحماية مصالح الطلبة وتعزيز قدراتهم، لا لتصنيفهم أو تقييد فرصهم.

وترى أن مستقبل التقييم سيعتمد على قياس المهارات غير التقليدية، مثل العمل الجماعي، وحل النزاعات، والتواصل الفعّال، باستخدام أدوات محاكاة ذكية، مؤكدة أن الذكاء الاصطناعي يتيح لنا تقييم المهارات الاجتماعية والعاطفية التي كانت حتى وقت قريب خارج نطاق أدوات التقييم.

وأكدت ضرورة بناء أطر أخلاقية وتشريعية صارمة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في التقييم، تضمن الشفافية والعدالة، وتحفظ خصوصية الطلبة.

وأكد الخبير التربوي والمختص في تطوير أنظمة التعليم، عبدالخالق محمد، أن الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام «التقييم التكيفي»، الذي يعد أبرز ما أفرزته أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ يراعي الفروق الفردية بين الطلبة، ويمنح كلاً منهم تجربة مخصصة وفقاً لقدراته ووتيرته الخاصة.

وقال إن «النماذج التكيفية تساعد على تشخيص مواطن الضعف والقوة بدقة، وتوجه الطالب نحو تحسين أدائه بشكل منهجي ومدروس».

وشدد على ضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام هذه الأدوات بفعالية، حتى تتحول من تقنيات واعدة إلى ممارسات واقعية تسهم في تطوير مخرجات التعليم الجامعي.

من جانبه، عبّر مستشار اللغة العربية والخبير التربوي، الدكتور إبراهيم الحربلي، عن وجهة نظر مختلفة، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم ما يتيحه من آفاق واسعة في مجال التقييم، لا يخلو من أربعة تحديات جوهرية، أبرزها تحقيق العدالة، وتحييد التحيزات الكامنة في الخوارزميات، وحماية خصوصية بيانات الطلبة.

كما شدد على أهمية رفع الوعي الأكاديمي والتربوي حول هذه التحولات، وضمان استعداد المؤسسات التعليمية للتعامل معها بمرونة وكفاءة.

• 4 تحديات جوهرية تواجه التقييم بالذكاء الاصطناعي.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى