التسويق الرقمي والتفكير التصميمي في لخدمة حاملي المشاريع موضوع دورة تكوينية استفاد منها شباب

« التسويق الرقمي والتفكير التصميمي في خدمة حاملي المشاريع والمقاولين الشباب ».. كان هذا موضوع دورة تكوينية اليوم السبت 26 أبريل 2025 نظمتها مؤسسة الفقيه التطواني، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتعاون مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بجهة الرباطسلاالقنيطرة،
وحسب بيان المؤسسة فقد أطر فعاليات هذه الدورة نخبة من الأساتذة والخبراء المتخصصين، الذين قدموا عروضًا تفاعلية ركزت على تعزيز قدرات الشباب، وتمكينهم من الأدوات اللازمة لإنجاح مشاريعهم الخاصة.
في هذا الإطار، استعرض طارق ألما، رئيس مصلحة الخدمات المقاولاتية والمقاولة الصغيرة جدا بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، مختلف آليات المواكبة التي تعتمدها الوكالة لتقوية كفاءات الشباب وتعزيز فرص اندماجهم في سوق الشغل. كما سلط الضوء على الاستراتيجيات المعتمدة لدعم المقاولات الصغيرة جدًا، وكذا مبادرات إدماج البنيات الاقتصادية غير المهيكلة بهدف تحقيق الاستدامة والتطور. وقد تلا ذلك تدخل السيد محمد الدراوي، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي لعمالة سلا، حيث تطرق بتفصيل إلى البرامج والآليات الموجهة لدعم حاملي المشاريع، سواء من حيث التمويل أو المصاحبة الإدارية وتعزيز القدرات. وأبرز بالمناسبة النتائج الإيجابية التي حققتها منصة مواكبة الشباب بمدينة سلا، والتي مكنت آلاف الشباب من إنجاح مشاريعهم، مذكّرًا بأن هذا الإنجاز « سيكون محط احتفاء بمناسبة الذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ».
من جهته، قدّم بدر الزاهر الأزرق، أستاذ باحث في قانون الأعمال والاقتصاد بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عرضًا معمقًا حول أهمية التسويق الرقمي بالنسبة للمقاولات الناشئة، مسلطًا الضوء على الإمكانيات الهائلة التي توفرها الأدوات الرقمية الحديثة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، محركات البحث، الإعلانات الموجهة، الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات، لاستهداف الأسواق بكفاءة عالية. كما أبرز الاستراتيجيات والتقنيات الكفيلة بتقليص التكاليف وتحقيق أداء تسويقي أكثر فعالية مقارنة بالتسويق التقليدي. وفي سياق مكمل، قدّم كريم بنجلون، دكتور في الاقتصاد والتدبير وخبير في التواصل، مداخلة حول « التفكير التصميمي »، موضحًا ارتباطه الوثيق بالفكر المقاولاتي المعاصر. وأكد أن التفكير التصميمي لم يعد مجرد تقنية لحل المشكلات، بل أصبح منهجية إبداعية تتمحور حول احتياجات الزبون، تجمع بين الإبداع والفعالية لإنتاج حلول أكثر ملاءمة واستدامة.
وحسب المؤسسة فقد شملت هذه الدورة التكوينية محاور مكملة في مجالات حيوية، مثل إحداث المقاولات، دراسات الجدوى، المحاسبة، الإطار القانوني، التمويل، الإدارة الفعالة، والتواصل المهني. وقد استفاد من هذه الدورة حسب المؤسسة، بشكل مباشر أكثر من 800 شاب وشابة من مدينة سلا ومحيطها، إلى جانب أكثر من 100 ألف مستفيد عن بعد عبر المنصات الرقمية، في إطار رؤية شمولية تهدف إلى دمقرطة التكوين وضمان تكافؤ الفرص. كما تم اعتماد مقاربة النوع، حرصًا على إشراك النساء والأشخاص في وضعية إعاقة، إيمانًا بأن التمكين الاقتصادي الشامل لا يتحقق إلا بمشاركة فاعلة ومنصفة لجميع مكونات المجتمع.