اخبار

اتصالات فلسطينية نشطة مع دول عربية مؤثرة قبل زيارة ترامب.. هذا هو الهدف منها

تؤكد مصادر فلسطينية مطلعة أن القيادة الفلسطينية تسعى في هذا الوقت من خلال المملكة العربية السعودية، لفتح اتصالات جدية مع الإدارة الأمريكية، في ظل التطورات المتلاحقة، بهدف إعادة الاهتمام بالملف الفلسطيني، الذي أهملته الإدارات السابقة.

وقد بحثت جملة من الملفات، بما فيها التحركات السياسية الفلسطينية الحالية، والتوجهات المستقبلية، وكيفية إحداث اختراق سياسي فلسطيني في المرحلة الحالية، بسبب التطورات الميدانية الصعبة في غزة، وخطط إسرائيل المعلنة بخصوص إعادة الاحتلال وتهجير السكان، خلال اللقاءات التي عقدها نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ مع عدد من المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن سلمان.

ملفات البحث في السعودية

وبعيدا عما نشر رسميا حول الزيارة التي قام بها الشيخ على رأس وفد من المسؤولين الفلسطينيين إلى المملكة، والتقى خلالها بولي العهد ووزير الخارجية وعدد من المسؤولين، والتي أعلن رسميا أنها ناقشت “سُبل تعزيز العمل المشترك لدعم القضية الفلسطينية، ومصالح الشعب الفلسطيني”، فإن هناك جملة من الملفات الهامة جرى بحثها والتوافق عليها، لتقوم المملكة بدعمها خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي للمنطقة قريبا، والتي ستكون السعودية أولى محطاتها، من أبرزها دفع الإدارة الأمريكية لحل الملف الفلسطيني، وفي المقدمة التدخل القوي في هذا الوقت لوقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة، بما تشمل خطة اليوم التالي للحرب، وكذلك وقف الهجمات على مخيمات شمال الضفة الغربية.

مصادر مطلعة داخل القيادة الفلسطينية قالت لـ “القدس العربي” إن من أبرز الملفات طرحها الشيخ، كانت الطلب من السعودية التدخل لدى إدارة ترامب، لمنع أي قرارات أحادية تتخذها الإدارة، خاصة بعد قراره السابق السيطرة على أراضي قطاع غزة، والذي أعاد التذكير بقرارات الفترة السابقة لترامب، التي كان من أبرزها نقل السفارة الإسرائيلية للقدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وكذلك وقف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” ووقف دعم السلطة الفلسطينية أيضا، ضمن الخطة التي عرفت سابقا باسم “صفقة القرن”.

ومن بين المواضيع التي نوقشت وجرى التوافق عليها، هو الدفع باتجاه دعم خطة الإعمار العربية لقطاع غزة، وتمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع، بعيدا عن الخطط التي تريد الحكومة الإسرائيلية تنفيذها في المرحلة القادمة، والمتمثلة في احتلال أجزاء كبيرة من القطاع وتهجير سكانه، وخلق نظام حكم يتماشى مع سياساتها بعيدا عن أي دور للسلطة الفلسطينية، وكذلك اتخاذ خطوات سياسية داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ومنها إقامة الدولة المستقلة.

الزيارة تخللها أيضا بحث الملف المالي الفلسطيني الصعب، جراء احتجاز السلطات الإسرائيلية أموال الضرائب الفلسطينية منذ عدة سنوات، وهو ما خلق أزمة مالية كبيرة لدى السلطة، التي تعاني أيضا جراء تراجع الدعم الخارجي، وجرى استعراض المعوقات الإسرائيلية للتنمية في المناطق الفلسطينية ومخاطر الحصار المفروض على الفلسطينيين، على أن يطلب من الإدارة الأمريكية التدخل لحل هذا المعضلة التي تخالف فيها إسرائيل الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير.

وعلى طاولة البحث أيضا جرى استعراض جملة من المواضيع السياسية التي ستطرح باسم الفلسطينيين خلال لقاءات ترامب المرتقبة مع قادة المملكة وزعماء دول الخليج العربي، ومنها تكرار الطلب الفلسطيني السابق بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وكذلك فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.

لقاءات في الدوحة والقاهرة

وضمن التحركات الفلسطينية على الصعيد العربي، زار نائب الرئيس الفلسطيني يرافقه المستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي، العاصمة القطرية الدوحة، حيث التقى رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.

البحث في اللقاء تركز على تطورات الأوضاع في فلسطين، وأهمية الوصول بأسرع وقت ممكن لوقف إطلاق النار، وادخال المساعدات الانسانية، مع التأكيد على الموقف الفلسطيني الرسمي بضرورة تولي دولة فلسطين مسؤولياتها المدنية والامنية وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة، والذهاب لعملية سياسية تستند للشرعية الدولية، كما استعرض الجانبان وفقا للبيان الرسمي، علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، كما ناقشا عددا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وكذلك بحث سبل تعزيز التنسيق المشترك فيما يتعلق بالقمة العربية القادمة في بغداد، وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، خاصة وأن أحد محطاتها ستكون قطر.

وحتى زيارة ترامب لمنطقة الخليج، ستبقى خطوط الاتصالات ما بين القيادة الفلسطينية وبعض الأنظمة العربية المؤثرة مفتوحة، ضمن المحاولات الفلسطينية الرامية للتصدي لقرارات وأفعال الحكومة الإسرائيلية، ومن أجل العمل على توحيد الموقف العربي، قبيل زيارة ترامب، ومن المتوقع أيضا أن تكون هناك لقاءات فلسطينية سعودية وعربية ما بعد زيارة ترامب، لتحديد وجهة التحرك القادمة، خاصة وأن المصادر التي تحدثت لـ “القدس العربي” أشارت إلى وجود دعم سعودي وعربي قوي للموقف الفلسطيني.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك من توقع أن يعرض ترامب مقترحا سياسيا جديدا، يهدف للتوصل إلى اتفاق سلام إقليمي في الشرق الأوسط، فيما تواصل السعودية ربط عقد أي اتفاق مع إسرائيل، بحل القضية الفلسطينية أولا.

ويتردد أيضا في هذا السياق، أن القيادة الفلسطينية لم تعد تمانع إجراء اتصالات مباشرة مع الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة ترامب، بعد قرارها السابق بالمقاطعة خلال فترة الحكم الأولى بعد طرح “صفقة القرن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى