رئيس جامعة الأزهر: مقام إبراهيم شاهد على الوفاء.. والحج لا يكتمل إلا بإحياء السنن

02:17 م
الإثنين 12 مايو 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن الوقوف عند قول الله تعالى: “واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” لا ينتهي منه العجب، إذ ابتدأ الله عز وجل ذكر شعائر الحج في القرآن الكريم بسُنّة، وليست فريضة، وهي الصلاة خلف مقام إبراهيم، قبل ذكر أركان الحج الكبرى من طواف وسعي ووقوف بعرفة.
وأضاف داود، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة” الناس”: أن هذه البداية القرآنية تحمل دلالات عظيمة، أولها أهمية عدم التهاون في السنن، فالصلاة خلف المقام وإن لم تكن فرضًا، فإنها من سنن الحج المؤكدة التي تكتمل بها المناسك، تحقيقًا لقوله تعالى: “وأتموا الحج والعمرة لله”، وتنفيذًا لتوجيه النبي ﷺ بالحرص على أدق تفاصيل الشعائر.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن في ذكر مقام إبراهيم عليه السلام تكريمًا لهذا النبي الخليل، الذي وقف على هذا الحجر المبارك وهو يرفع القواعد من البيت، كما جاء في قوله تعالى: “وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”، وقد جعل الله مقامه شاهدًا على وفائه وإتقانه العمل، بل وأبقى هذا المقام حتى يومنا هذا تذكيرًا للأمة كلها بأن إتقان العبادة والعمل من أعظم القربات إلى الله.
وأشار رئيس جامعة الأزهر إلى أن الصلاة خلف المقام، لا داخله ولا بجانبه، تعلمناها من فعل رسول الله ﷺ، ما يؤكد أن السنة النبوية هي المبينة والمفسرة للقرآن الكريم، ومصدر من مصادر التشريع لا غنى عنه في فهم النصوص وتنفيذها.
وأكد على أن من أعظم الدروس التي نستخلصها من الحج هي أن الله لا يُضيع عمل عامل إذا أتقنه، قائلًا: “هذا المقام شاهد خالد على عظمة الإخلاص والوفاء والإتقان، وهي قيم نحتاجها في عباداتنا وفي حياتنا كلها.
اقرأ أيضاً:
شقيقي عاجز عن دفع مصاريف مدارس أولاده فهل يجوز دفعها من زكاة مالي؟.. عالم أزهري يجيب
هل يجوز أن أصلي الفريضة خلف شخص يصلي السنة؟.. المفتي السابق يوضح
أمين الفتوى: مفهوم الحجاب يشمل الرجل وليس مقصورًا على المرأة فقط