الاحتلال الإسرائيلي يخطط لإبادة خان يونس”.. أمر تهجير جديد يثير القلق الدولي

أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الإثنين، مدينة خان يونس – ثاني أكبر مدن قطاع غزة – منطقة قتال، وأمرت جميع سكانها بإخلائها فورًا استعدادًا لـ”هجوم غير مسبوق”، في تصعيد جديد من الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة ضد سكان القطاع المحاصر والجائع.
جاء هذا الأمر بالتهجير القسري بالتزامن مع توغل دبابات الاحتلال وقواته البرية في مناطق جديدة داخل قطاع غزة، ضمن هجوم بري متجدد على أراضٍ دمّرتها الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الإثنين، إن وتيرة القتل التي تنفذها قوات الاحتلال في غزة شهدت تصاعدًا خطيرًا خلال الأيام الأخيرة، ما قضى على أي أمل متبقٍ في وقف قريب لإطلاق النار، وزاد من المخاوف بشأن الكارثة الإنسانية المتفاقمة على الأرض.
وقدّر المرصد أنه بين 12 و18 مايو/ أيار فقط، تم تهجير أكثر من 300 ألف فلسطيني قسرًا، وهو عدد مرشح للارتفاع مع بدء إخلاء خان يونس.
وأضاف المرصد: “هذا التصعيد في الهجمات المميتة يأتي ضمن سياسة الأرض المحروقة، حيث تنفذ قوات الاحتلال عمليات تدمير ممنهجة لما تبقى من مناطق سكنية وبنية تحتية في غزة”. وتابع: “الحملة الجارية – التي تدخل شهرها التاسع عشر – اتسمت بالقتل الجماعي، والتجويع القسري، وتفكيك الأنظمة الحيوية للحياة، في مسعى واضح للقضاء على سكان غزة ومنع أي إمكانية للعودة أو إعادة الإعمار”.
وقال المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الإثنين: “من هذه اللحظة، تُعتبر محافظة خان يونس منطقة قتال خطرة”، مضيفًا: “سيبدأ الجيش هجومًا غير مسبوق لتدمير قدرات التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة. من أجل سلامتكم، أخلوا المنطقة فورًا”.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي غارات جوية إسرائيلية عنيفة على المنطقة، وسط محاولات يائسة من السكان لإخلاء منازلهم، رغم أن كثيرًا منهم تعرضوا للنزوح القسري عدة مرات منذ أواخر عام 2023.
وكتبت الباحثة البريطانية من أصل فلسطيني، إيليا أيوب، الإثنين: “هم حرفيًا يجبرون جميع سكان غزة على التكدس في ما تبقى من رفح بعد تدميرها بالكامل، والآن يخططون لإبادة خان يونس”. وأضافت: “لم يُوثَّق أي إبادة جماعية في التاريخ بهذا الشكل – بث مباشر على هواتفنا”، وفقاً لمنصة “كومن دريمز”.
في الأثناء، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو – الذي يواجه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة – إن قواته تسعى للسيطرة الكاملة على “كامل الشريط”، مع السماح بدخول “محدود جدًا” للمساعدات الإنسانية. وهو ما أثار مخاوف متزايدة من نية الاحتلال استخدام التجويع لفرض وقائع جديدة على الأرض وضمّ أجزاء من القطاع.
وعلقت وزيرة خارجية السويد، ماريا مالمير ستينرغارد، على تصريحات نتنياهو قائلة: “إذا كان هذا يعني الضمّ، فإنه يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي”.
وأضافت: “تؤكد السويد أن أراضي غزة لا يجب أن تُغيَّر أو تُنتقص”.
وأكدت الوزيرة: “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار وإنهاء القتال، ويجب إطلاق سراح الرهائن. لم تعد هناك حاجة لمزيد من التصريحات أو الخطط من الحكومة الإسرائيلية التي تزيد معاناة المدنيين في غزة”.
وفي غضون 24 ساعة فقط، قتلت الغارات الجوية الإسرائيلية أكثر من 130 شخصًا، ما يرفع الحصيلة الرسمية للضحايا منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 53,486 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وفي بيان صدر نهاية الأسبوع الماضي، حذّر مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، من أن “الضربات الجوية الأخيرة والدمار المنهجي لأحياء كاملة، وقطع المساعدات الإنسانية، يشير إلى مسعى واضح لإحداث تغيير ديموغرافي دائم في غزة، في تحدٍ للقانون الدولي، ويُعد تطهيرًا عرقيًا”.
واختتم تورك بقوله: “يجب أن نوقف هذه الجنون قبل فوات الأوان”.