يسري جبر: القرآن يهدئ القلب لحظة الابتلاء ويبعث على الرضا واليقين

09:26 م
السبت 24 مايو 2025
كتب- محمد قادوس:
قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه أظهر فصاحة نادرة وثباتًا عظيمًا يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك في خطبة لا تتجاوز أربعة أو خمسة أسطر، لكنها أزالت كل شك، ووضعت الصحابة أمام الحقيقة بنص قرآني قاطع، حتى إنهم “بهتوا وكأن الآية لم تنزل إلا في هذا اليوم”، على حد وصفه.
وأشار أحد علماء الأزهر الشريف، إلى أن الآية التي تلاها أبو بكر، وهي: ﴿وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم﴾، كانت كفيلة بإعادة التوازن النفسي والعقلي للصحابة في لحظة انهيار عاطفي شديد، فراحوا يرددونها ويستسلمون لحكمها، مما يدل على مدى وقوف الصحابة على دلائل القرآن واعتمادهم عليه كمرجع أول، ثم السنة النبوية كمرجع ثانٍ.
وأضاف جبر، خلال حلقة برنامج “أعرف نبيك”، المذاع على قناة” الناس”: أن في هذا الموقف دليل على أن القرآن يُتسلى به في المصائب، فهو يهدئ القلب ويبعث على الرضا واليقين، داعيًا إلى ضرورة الرجوع إلى كتاب الله في لحظات الابتلاء والهمّ، حيث يجد الإنسان فيه شفاءً للنفس وراحة للصدر.
وأوضح أن ما فعله أبو بكر هو صورة من التربية النبوية التي تلقاها الصحابة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة، وأبو بكر كان على نفس النهج، مؤكدًا أن “ركن الصلاة الأعظم هو القيام وقراءة القرآن، وفيه تسلية القلوب وإزالة كرب المصائب.
وتابع قائلاً: المصائب تكشف ما في القلوب، فمن كان قلبه جزوعًا ظهر ذلك، ومن كان صابرًا ظهر صبره”، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى”، وموقفه مع المرأة التي كانت تبكي عند قبر ابنها ولم تعرف أنه النبي، فلما علمت، هرولت إليه معتذرة، فقال لها: “الصبر عند الصدمة الأولى.
وأكد أن في هذا درسًا لأهل التربية والسلوك، فالمؤمن مطالب بأن يصبر نفسه ولا يستسلم للجزع، وأن يستعين بالله في ضعفه البشري، وألا يخرج من فمه إلا ما يُرضي الله، قائلاً: نسأل الله أن يؤدبنا بأدب الصحابة، الذين أدبهم الله بأدب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.