| أسعار النفط عالميا عند مفترق خطير وسط التصعيد بين طهران وتل أبيب.. إلى أين تتجه؟

نشر :
منذ ساعتين|
اخر تحديث :
منذ ساعتين|
- ليبو: فقدان النفط الإيراني بالسوق قد يرفع الأسعار بنحو 7.5 دولارات للبرميل
تدخل أسعار النفط مرحلة دقيقة من التقلبات وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بعد الضربات المتبادلة التي طالت منشآت حيوية في كل من حيفا وطهران، ما أعاد شبح “سلاح النفط” إلى الواجهة، وفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر غموضًا في سوق الطاقة العالمية.
هذه التطورات، التي تسارعت منذ الساعات الأولى من الجمعة 13 يونيو/ حزيران، أدخلت السوق في معادلات جديدة يصعب التنبؤ بها، أبرزها تهديد حركة ناقلات النفط في مضيق هرمز، واضطراب صادرات إيران التي كانت تخطط لزيادتها تدريجيًا خلال عام 2025.
تهديدات حقيقية لأمن الطاقة
في هذا السياق، حذّر رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو، في تصريحات لـ CNBC عربية، من أن فقدان النفط الإيراني في السوق قد يرفع الأسعار بما يصل إلى 7.50 دولارات للبرميل، فيما يمكن أن تصل أسعار الخام إلى ثلاثة أرقام، في حال تأثرت صادرات النفط عبر مضيق هرمز.
وأشار إلى أن “أسهل الأهداف التي قد ترصدها إيران وتؤدي إلى تأثير فوري على الأسعار، هي ناقلات النفط المتجهة إلى الولايات المتحدة، دون الحاجة لضرب منشآت إنتاج في السعودية أو الكويت أو الإمارات”.
تصعيد يهدد الاستقرار
وأوضح ليبو أن أسعار النفط ارتفعت بالفعل في بداية الأسبوع الماضي بعد إعلان واشنطن خفض عدد موظفي سفارتها في العراق وسط توتر متصاعد مع إيران بشأن ملفها النووي، إلى جانب إعلان طهران بناء منشأة ثالثة لتخصيب اليورانيوم، وانتقادات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعدم امتثال إيران.
وجاءت ضربة الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت منشآت نووية إيرانية لتزيد من حدة القلق في السوق، رغم أن تلك الضربات لم تشمل منشآت نفطية في حينه.
ومع الرد الإيراني الأخير على مصفاة حيفا، ورد الاحتلال بقصف مستودع وقود قرب طهران، ارتفعت المخاوف من انقطاعات فعلية في الإمدادات.
ضغوط اقتصادية مضاعفة
وحذر ليبو من أن ارتفاع أسعار النفط في هذا التوقيت سيؤجج التضخم العالمي، في وقت لا يزال الاقتصاد الدولي يحاول التعافي من تداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
وبحسب تقديراته، فإن أسعار خام برنت مرشحة للارتفاع بنحو 5 دولارات إضافية، لتصل إلى حدود 80 دولارًا للبرميل في المدى القريب، إذا استمر التصعيد الحالي.
إيران والموقف الأمريكي
وأشار ليبو إلى أن إيران تدرك تمامًا أن الرئيس ترمب يسعى لخفض أسعار الطاقة، وأن أي تصعيد يرفع كلفة البنزين والديزل داخل أمريكا يضعف الموقف السياسي للإدارة الحالية.
ولفت إلى أن خطوات أوبك+ الأخيرة نحو إنهاء تخفيضات إنتاجها الطوعية بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، ربما جاءت لتعويض أي نقص في الإمدادات بسبب تصاعد التوتر مع طهران.
وتُصدّر إيران حاليًا نحو 1.6 مليون برميل يوميًا، وكانت تخطط لزيادتها العام المقبل. ويُشكل السوق الصيني الوجهة الأساسية لهذه الصادرات، وهو ما يجعل أي تعطيل في هذا المسار محوريًا في التوازن العالمي للعرض والطلب.