ما مصير أسعار النفط في حال تنفيذ إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز؟

04:54 م
الثلاثاء 17 يونيو 2025
كتبت- دينا كرم:
توقع خبراء في قطاع البترول واقتصاديين خلال حديثهم مع “مصراوي”، أن تتجه أسعار النفط إلى الارتفاع خلال الفترة المقبلة، إذا تصاعدت الحرب بين إيران وإسرائيل، خاصة في حال إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20 مليون برميل من النفط يوميًا، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ومنذ بدء الصراع بين إيران واسرائيل وأسعار النفط تشهد ارتفاعات كبيرة، حيث ارتفعت بنحو 13% بعد أن شنت إسرائيل موجة من الضربات العسكرية ضد أهداف في إيران.
واستمرت في الارتفاع بعد أن شنت إيران هجومًا مضادًا باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة استهدفت بها عدة مدن داخل إسرائيل، مما جعل كلا المؤشرين يشهدان أكبر تحركات لهما منذ عام 2022 عندما تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في ارتفاع أسعار الطاقة.
أزمة في إمدادات الطاقة
وقال جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة، إن أي تصعيد في التوترات العسكرية بالمنطقة قد يؤدي إلى تباطؤ حركة ناقلات النفط العابرة من بحر العرب إلى المحيط الهندي عبر مضيق هرمز، الأمر الذي ينعكس مباشرة على أسعار الخام.
وأوضح القليوبي لـ”مصراوي”، أن ارتفاع أسعار التأمين على الناقلات في حال تصاعد التهديدات، وتأخير وصول الشحنات إلى الأسواق، سيؤديان إلى نقص المعروض، ما يدفع الأسعار للزيادة.
وحذر القليوبي من أن إغلاق مضيق هرمز – إذا حدث – قد يدفع دولًا كبرى مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، والهند، والصين إلى أزمة في إمدادات الطاقة، ما قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وانقطاعات كهرباء في هذه الدول.
وأشار إلى أن ذلك قد يستدعي وجود تكتلًا عسكريُا لإعادة فتح المضيق وتأمين حركة الشحن، سواء للنفط الخام أو الغاز المسال.
وأشار إلى أن أكثر من 30% من الإمدادات العالمية من الطاقة قد تتأثر في حال تعطلت حركة الملاحة عبر المضيق، مضيفًا أن اليابان تعتمد على نحو 45% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي والبترول الخام من هذا الممر، وكذلك كوريا الجنوبية والهند.
وتابع أن هذه الأحداث قد تدفع إلى ارتفاع الطلب مما يدفع أسعار النفط بالوصول إلى 85 دولارًا للبرميل.
الإمدادات مستقرة حتى الآن
وقال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن إمدادات النفط لم تتأثر حتى الآن بالأحداث بين إيران وإسرائيل، موضحًا أن ما يحدث في الأسواق هو مجرد مضاربات على الشاشات تم تصحيحها مؤخرًا.
وأوضح النحاس، خلال حديثه مع”مصراوي”، أن الأسعار كانت تتجه لكسر حاجز الـ60 دولارًا للبرميل، لكن حدث تصحيح وصارت تتحرك حاليًا حول مستوى 70 دولارًا، سواء بالزيادة أو النقصان في حدود 5 دولارات حتى نهاية العام.
وأضاف أنه في حال تصاعدت وتيرة التوترات أو تم إغلاق مضيق هرمز، قد ترتفع الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 90 و100 دولار للبرميل.
وأشار إلى أن زيادة الإنتاج التي تقررها منظمة أوبك قد يساهم في وقف المضاربات التي تسيطر حاليًا على السوق، دون وجود زيادة حقيقية في الطلب أو نقص في المعروض.
وأوضح أن نحو 85% من صادرات نفط الخليج الموجهة للصين، وقرابة 90% من النفط المتجه لليابان تمر عبر مضيق هرمز، ما يعني أن أي إغلاق سيؤثر بشكل مباشر على أكبر اقتصادين في آسيا، وهو ما قد يعقد الوضع في الأسواق العالمية.
كما لفت إلى أن دول الخليج المنتجة للنفط، في حال تعطل تصديرها عبر المضيق، قد تجد صعوبة في توجيه منتجاتها إلى أسواق بديلة.
وأكد الخبيران أنه في حال ارتفعت الأسعار ستتأثر مصر بشكل مباشر من خلال ارتفاع تكاليف الاستيراد، بالتالي الضغط على المخزون الدولاري، والذي تحاول مواجهته حاليًا بتأمين احتياجاتها من خلال استيراد شحنات الغاز والمازوت.
اقرأ أيضًا:
سعر الذهب ينخفض بمصر رغم الحرب الإسرائيلية الإيرانية.. ما السبب؟
هل تؤثر حرب إسرائيل وإيران على أسعار واستيراد السلع لمصر؟ شعبة المستوردين ترد
“مؤشر الشريعة الإسلامية” يرتفع 23% بعد عام على تدشينه.. فما الأسباب؟