اقتصاد

ما أكثر الدول تضررًا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز؟



04:46 م


الأربعاء 18 يونيو 2025

كتبت- دينا كرم:

مع تصاعد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى مضيق هرمز، الشريان الحيوي لتجارة النفط عالميًا، وسط مخاوف متزايدة من احتمالية إغلاقه أو تعطيل الملاحة فيه، والذي قد يشعل أزمة طاقة عالمية، فكيف يمكن لإيران أن تقوم بغلقه؟ ومن هي الدول التي ستدفع الثمن الأكبر؟

ماذا نعرف عنه؟

وبحسب ما نشره “BBC”، فإن مضيق هرمز هو قناة تربط بين إيران وسلطنة عمان، وعلى الرغم من أن عرضه عند مدخله ومخرجه يبلغ حوالي 50 كيلو متراً، فيما تبلغ أضيق نقطة في منتصفه حوالي 40 كيلومتراً، إلاً أن الجزء الأوسط في المضيق، هو الجزء العميق بما يكفي لمرور السفن الكبيرة.

تُقدّر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أنّ حوالي 20 مليون برميل من النفط مرت عبر المضيق بشكل يومي خلال النصف الأول من 2023، وهذا يُعادل قيمة تجارة تصل قيمتها إلى 600 مليار دولار سنوياً، وتمر عبر الطرق البحرية.

أي خلل في هذا الممر المائي، قد يتسبب بتأخيرات كبيرة في توصيل النفط على صعيد عالمي، مع تأثير مباشر على الأسعار.

ويُحذّر المحللون من أنّ تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران، قد يكون له عواقب أكثر خطورة، إذ أن الصراع يمكن أن يستقطب دولاً أخرى، بينها الولايات المتحدة، التي تعتمد على واردات النفط من دول الخليج.

كيف يمكن غلق مضيق هرمز؟

أشار تقرير صادر عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي عام 2012 إلى أن إيران قد تتبع نهجاً تدريجياً لإغلاق المضيق، وفق “BBC” يشمل ما يلي:

إعلان حظر الملاحة في مضيق هرمز، دون تحديد عواقب انتهاكه بشكل واضح.

الإعلان عن خضوع السفن المارة إلى التفتيش أو المصادرة.

إطلاق عيارات تحذيرية على السفن.

استهداف سفن محددة.

زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج.

استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية.

وخلال الحرب العراقية – الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم (دودة القز) وزرعت الألغام البحرية في مياه الخليج.

أصاب أحد هذه الألغام المدمرة الأمريكية “يو إس إس صامويل بي روبرتس”، ما دفع الجيش الأمريكي إلى الرد.

وأخفقت إيران في إغلاق مضيق هرمز بالكامل، لكنها استطاعت التسبب في رفع أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير، وتسببت في ازدحام بحري مكلف عند مخرج الخليج.

من أكثر الدول المتضررة في حال تم إغلاقه؟

تشير أبحاث شركة التحليلات “فورتيكسا”، إلى أن المملكة العربية السعودية تصدّر حوالي 6 ملايين برميل من النفط الخام يومياً عبر مضيق هرمز – وهو أعلى رقم بين كل الدولة المجاورة.

بينما تُعتبر كل من الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكبر مستوردي النفط الخام الذي يمر عبر المضيق.

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أنه في عام 2022، كان نحو 82 في المئة من النفط الخام والمكثفات (الهيدروكربونات السائلة منخفضة الكثافة التي توجد عادة مع الغاز الطبيعي) التي غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية.

وفي 16 أبريل 2025، أي قبل ثلاثة أيام فقط من الضربات الصاروخية الإسرائيلية على الدفاعات الجوية الإيرانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، قوله إن 60 في المئة من إمدادات بلاده من النفط تمر عبر مضيق هرمز.

وتقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية أيضاً، إنّ الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً ــ وهو ما يمثل نحو 11 في المئة من إجمالي وارداتها من النفط و3 في المئة من استهلاكها من البنزين.

ويبدو أن حصة أوروبا مجتمعة من النفط الذي يمرّ عبر المضيق، تبلغ أقل من مليون برميل يومياً.

وفي ضوء ذلك، يبدو أن الدول العربية والآسيوية ستخسر أكثر من أي جهات أخرى من أي إغلاق محتمل لمضيق هرمز مقارنةً بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي تحالفت سياسياً مع إسرائيل خلال التصعيد الأخير.

بينما تحتفظ عدد من الدول الآسيوية بعلاقات جيدة أو ربما وثيقة مع إيران.

اقرأ أيضًا:

مضيق هرمز في مرمى التوترات.. فهل هناك مسارات بديلة في حال إغلاقه؟

ما مصير أسعار النفط في حال تنفيذ إيران تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى