لماذا تجاهلت بورصات مصر والخليج الضربة الأمريكية لإيران وأغلقت على ارت

05:53 م
الأحد 22 يونيو 2025
كتبت- أمنية عاصم:
أرجع خبراء أسواق المال الذي تحدثوا مع ” مصراوي ” إعلاق أغلب البورصات الخليجية ومصر على ارتفاع بدعم من تصريحات دونالد ترامب – بعد قصف إيران – تتعلق بأنه هناك أهداف لم يهاجمها إنطلاقا من هدفه في عودة السلام، وهو ما يحتم إجراء مباحثات سريعة.
كما أن إختفاء البائعين ووضوح الرؤية لدى القوى الشرائية المؤسسية في السوق المحلي دعم الإغلاق على صعود، وفق ما قاله مسؤولو أسواق المال.
كان المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية هبط بنسبة 1.53% بمستهل جلسة اليوم قبل أن يعكس اتجاهه ويغلق على صعود بنسبة 2.67% اليوم، على نفس خطى البورصات الخليجية باستثناء السعودية
طاولة المفاوضات
قال حسام عيد، عضو مجلس إدارة شركة “كابيتال فاينانشال” القابضة، إن تصريحات رئيس الولايات المتحدة بشأن إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات عقب الضربة التي وجهت لإيران أعطت نوعًا من الطمأنينة للمؤسسات المالية، ما دفعها للعودة إلى الشراء مرة أخرى في السوق.
وأوضح عيد، أن ظهور بوادر لحل سياسي ودبلوماسي كان بمثابة مؤشر إيجابي، عزز من ثقة المستثمرين، وساهم في زيادة التدفقات النقدية داخل أسواق الأوراق المالية.
وأضاف أن حجم السيولة في السوق المحلي خلال جلسة اليوم بلغ نحو 3 مليارات جنيه، وهو ما شجع المؤسسات على الدخول مجددًا، خاصة بعد كسر مستوى الدعم عند 30 ألف نقطة في بداية التعاملات.
وأشار حسام عيد إلى أن المؤسسات المالية، لا سيما المصرية والعربية، عادت للشراء بقوة، بالرغم من كسره المؤشر الرئيسي لمستوى 30 ألف نقطة وتسجيله أدنى مستوى له عند 29740 نقطة خلال الجلسة.
وأكد على أن المؤشر الرئيسي نجح في تجاوز هذا التراجع، وتمكن من الإغلاق فوق مستوى 30 ألف نقطة، لينهي جلسة اليوم أعلى من مستوى 31 ألف نقطة، ما يعد مؤشرًا إيجابيًا لتحسن الأداء في الجلسات المقبلة.
وقال سعيد الفقي، العضو المنتدب لشركة أصول القابضة، إن جلسة اليوم في البورصة المصرية شهدت تحولًا لافتًا، حيث بدأت على هبوط حاد متأثرة بالأحداث الجيوسياسية العالمية، قبل أن تستعيد توازنها وتغلق على ارتفاع قوي، ما يعكس استجابة السوق لتغير المشهد السياسي وتزايد التوقعات بحلول دبلوماسية محتملة.
وأوضح الفقي، أن السوق كان قد شهد تراجعات حادة وغير مبررة في نهاية الأسبوع الماضي، بالتزامن مع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، مشيرًا إلى أن السوق المصري تأثر بشكل يفوق البورصات العالمية وحتى بورصات دول النزاع المباشر، وهو ما يظهر حجم الحساسية المفرطة تجاه الأحداث الإقليمية.
وأضاف أن البورصة المصرية استبقت الأحداث وهبطت بشكل عنيف، رغم أن الأسواق العالمية كانت أكثر تماسكًا. وبعد التصعيد العسكري، جاءت تصريحات عن نية جميع الأطراف الدخول في مفاوضات، ما أعاد بعض الاطمئنان وأدى إلى ارتداد المؤشر بقوة في جلسة اليوم.
وأشار الفقي إلى أن جلسة اليوم كانت بمثابة تصحيح إيجابي لما حدث في الجلسات السابقة، حيث أغلق السوق على مستويات مرتفعة قرب أعلى نقاطه خلال اليوم، وهو ما يعزز فرص استمرار التعافي، بشرط استمرار التهدئة السياسية.
إختفاء البائعين
وقال باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن جلسة تداول اليوم شهدت تعافيًا ملحوظًا في أداء السوق، وذلك بعد أن سجل المؤشر الرئيسي للبورصة تراجعًا في بداية الجلسة متأثرًا بالتوترات الجيوسياسية، قبل أن يعود للصعود والإغلاق فوق مستوى 31 ألف نقطة.
وأوضح أبو غنيمة، أن التغيرات السياسية التي طرأت مؤخرًا سببت حالة من الترقب والقلق لدى المستثمرين، خاصة بعد صدمة اندلاع المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل مطلع الأسبوع الماضي.
وأضاف أن هذا القلق أدى إلى موجة بيع عشوائية في البداية، نتيجة الخوف وليس استنادًا إلى أداء السوق ذاته؛ وذلك منذ بداية الأسبوع الماضي.
وأشار أبو غنيمة إلى أن السوق كان يمر بموجة “اهتزاز أخير قبل الصعود”وذلك قبل اندلاع الحرب حيث عادة ما يتم إخراج حائزي الأسهم من ذوي القلوب الضعيفة أو غير المستعدين لتحمل تقلبات السوق، وهو ما حدث خلال الجلسات السابقة للحرب.
وتابع أن ظهور الأحداث الراهنة على المشهد ساهم في زيادة الهبوط؛ نظرًا لزيادة تخوف المستثمرين بما خلق بيع عشوائي مع بداية الأسبوع الماضي.
وذكر أبو غنيمة، أن خلال جلسة الخميس الماضي شهدت ضغوطًا إضافية بسبب مراجعة مؤشر “فوتسي”، ما دفع المستثمرين الأجانب لتعديل مراكزهم المالية والخروج من بعض الأسهم القيادية، وهو ما لا يرتبط بشكل مباشر بالسوق المصري، بل يرتبط بتغيرات في أوزان المؤشر العالمي.
وأكد أن المؤشر الرئيسي أظهر قدرة على التماسك رغم هذه الضغوط، وأغلق الأسبوع الماضي فوق مستوى 30200 نقطة، ما يشير إلى أن كثيرًا من البائعين قد أنهوا عملياتهم البيعية، خاصة مع وضوح الرؤية لدى القوى الشرائية المؤسسية التي تعيد ترتيب محافظها استعدادًا للنصف الثاني من العام.
وأضاف: “بدأ السوق جلسة اليوم على تراجع مقتربًا من مستوى 29700 نقطة، لكنه سرعان ما عكس الاتجاه وصعد بقوة، مدعومًا بقلة البائعين وارتفاع الطلب من جانب المستثمرين الراغبين في اقتناص الفرص عند الأسعار الحالية”.
وأكد على أن السوق حاليًا يشهد حالة من إعادة التجميع عند مستويات سعرية منخفضة، وأن كثيرًا من الأسهم القيادية أغلقت جلسة الخميس الماضي عند مستويات دعم قوية، ما عزز من احتمالات ارتداد السوق واستعادة مساره الصاعد مع هدوء الأحداث الإقليمية.