أمين “كبار العلماء” يعلق على واقعة وفاة فتاة بسبب عملية غشاء البكارة

11:07 م
الثلاثاء 24 يونيو 2025
كتب- علي شبل:
علق الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، على واقعة وفاة فتاة بسبب رفض والدها إجراء عملية ثقب في غشاء البكارة.
كان فيديو تم تداوله مؤخرا يوثق رفض أحد الآباء إجراء ابنته عملية ثقب بغشاء البكارة لخروج الدم، ما أدى لوفاتها لاحقا.
وقال شومان، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: “يتداول فيديو يبين رفض والد فتاه تحتاج عملية ثقب في غشاء البكارة لخروج الدم حتى ماتت بداعي الشرف، وهذا جهل بل كان من الواجب إجراء العملية إنقاذاً لحياتها. رحمها الله وسامح والدها”.
حكم إزالة غشاء البكارة لإجراء عملية جراحية
وفي هذا السياق، كان الشيخ جاد الحق علي جاد الحق، مفتي الديار المصرية الأسبق، أوضح في فتوى سابقة حكم إزالة غشاء البكارة لإجراء عملية جراحية، ردا على سؤال تلقته الإفتاء من شخص يقول: ما حكم إزالة غشاء البكارة لإجراء عملية إزالة أورام بالرحم؟ وهل إجراء مثل هذه العملية من الناحية الدينية جائز أو يعتبر زنًا؟ وإذا جاز لها إجراء تلك العملية، فما هي الخطوات التي تتبعها ليعرف الأهل ما حدث؟
وقال فضيلة المفتي الأسبق، في فتوى رسمية نشرتها الإفتاء عبر بوابة الدار الرسمية، إنه قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه تداوى وأمر بالتداوي؛ فقد روي عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: جاء أعرابي فقال: يا رسول الله أنَتداوى؟ قال: «نَعم، فإن الله لم يُنزل داءً إلَّا أنزل له شفاءً علمَهُ مَنْ علمهُ وجهِلَهُ من جَهِلَهُ» رواه أحمد في “مسنده” والبخاري في “الأدب”، وصححه ابن خزيمة والحاكم، وفي رواية لأبي داود وابن ماجه، والترمذي وصححه: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، إِلا دَاءً وَاحِدًا»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الْهَرَمُ».
وأضاف الشيخ جاد الحق علي جاد الحق- رحمه الله: لما كان ذلك وكان الظاهر من السؤال أن الأطباء الذين تولَّوْا فحص السائلة قد قرروا لزوم أخذ جزء من الأورام الداخلية بالرحم لتحليلها لمعرفة نوعها وتشخيص المرض -إن كان- وتحديد طرق العلاج كان على السائلة النزول عند رأيهم؛ لأن من الضرورات في الإسلام المحافظة على النفس من التلف؛ ففي القرآن الكريم: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29].
ولا شك أن إهمال العلاج من باب إهلاك النفس الإنسانية ومؤدٍّ إلى قتلها، وهو محرم ومنهي عنه شرعًا بهذه النصوص، وإذا تيسر وجود الطبيب المسلم كان أَولى وإلا جاز ذلك للطبيب غير المسلم للضرورة أو أخذًا بمذهب الإمام مالك رحمه الله الذي يجيز العمل برأي الطبيب غير المسلم الثقة.
وختم فتواه، قائلًا: ومن ثَمَّ فعلى السائلة المبادرة إلى إجراء هذا الفحص؛ حمايةً لنفسها من الهلاك، امتثالًا لأمر الله بالمحافظة على النفس في القرآن الكريم، وترخيص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في التداوي، بل وأمره به، وعليها أيضًا أن تطلع أولياء أمرها على رأي الأطباء؛ ليكونوا على علم ودراية بسبب زوال غشاء البكارة وأنه ضرورة علاج للمحافظة على صحتها، ولهم أن يباشروا معها كل ذلك.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
اقرأ أيضًا:
هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)
ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب