تكنولوجيا

4 كويكبات يراقبها العلماء.. هل من الممكن أن تصطدم بالأرض؟

بي بي سي

لا نفكر في الكويكبات إلا عندما نشاهد فيلم خيال علمي، أو عندما تشير الأخبار إلى احتمال اصطدام أحدها بالأرض. لكن عالمياً، تراقبها العديد من المنظمات والمراصد، ولأسباب عديدة.

الكويكبات هي أجسام صخرية متبقية من تشكل نظامنا الشمسي، منذ حوالي 4.6 مليار سنة. ويوجد أكثر من مليون كويكب معروف، ومعظمها يقع في حزام الكويكبات الرئيسي، الذي يدور حول الشمس بين المريخ والمشتري.

لكن بعضها يقترب من الأرض، وقد يساعدنا في فهم أصل الحياة، كما توضح مونيكا غرادي، الأستاذة الفخرية في علوم الكواكب والفضاء في الجامعة المفتوحة في بريطانيا.

وتقول: “بعض هذه الكويكبات يحتوي على الكثير من المُركّبات العضوية، التي قد تكون اللبنات الأساسية للحياة… إحدى الفرضيات هي أن الحياة بدأت على الأرض فقط لأن الكويكبات جلبت إليها مكونات الحياة”.

b15584c0-5503-11f0-aec6-6ba2bc73f454.jpg_11zon

وفي حين أن معظم الكويكبات غير ضارة وتمر دون ضجة كبيرة، إلا أن بعضها جدير بالملاحظة.

تشير أغاتا روزيك، الباحثة في كلية الفيزياء والفلك بجامعة إدنبرة في بريطانيا، إلى أن “هناك نوبات من الاهتمام بالأجسام التي تقترب من الأرض. وتُراقب عن كثب، حتى تُعرف مداراتها جيداً بما يكفي لاستبعاد احتمال الاصطدام، وأحياناً للتنبؤ به. أما على بُعد أكبر من الأرض، فنبحث عن أجسام ذات تركيب غير عادي”.

وعندما يتعلق الأمر بالحجم، فإن الكويكبات الكبيرة لا تشكل مصدر قلق كبير.

وتوضح روزيك قائلةً: “نعرف بالضبط مكانها ووجهتها. لدينا فهم جيد جداً للقوانين التي تحكم حركتها، وندرس الحالات غير العادية لفهمها بشكل أفضل”.

وتضيف: “الكويكبات الصغيرة غير المكتشفة هي التي يُحتمل أن تُثير القلق بشكل أكبر، حتى تُعرف مداراتها”.

ومع ذلك، إليكم ثلاثة من الكويكبات الرئيسية التي تُرصد حالياً، وفقاً للعلماء – بالإضافة إلى كويكب إضافي بالغ الأهمية لدرجة أن ناسا أطلقت مهمة لدراسته.

cea04c40-5503-11f0-aec6-6ba2bc73f454.jpg_11zon

1- أبوفيس Apophis

سُمي أبوفيس نسبة إلى إله الفوضى والدمار عند المصريين القدماء، وقد اكتُشف عام 2004.

بدا أن احتمال اصطدامه بالأرض ضئيل، لكن ناسا أعلنت لاحقاً أنها “واثقة من عدم وجود خطر لاصطدامه بالأرض لمدة 100 عام على الأقل”.

تقول روزيك: “نعلم حالياً أنه سيمر بسلام بالقرب من الأرض، في 13 من أبريل/نيسان 2029”.

وتضيف: “كان موضع حملات رصد أرضية مكثفة منذ اكتشافه، وسيقترب جداً من الأرض، بمسافة تقارب المسافة التي تفصلنا عن الأقمار الصناعية الثابتة جغرافياً، ونعتقد أن اقترابه من الأرض قد يُمدد الكويكب ويغير شكله”.

ووفقاً لوكالة ناسا، ستُولّد جاذبية الأرض أيضاً قوة جذب ستُغير مدار أبوفيس حول الشمس، وقد تُسبب بعض الانهيارات الصغيرة على الكويكب.

يبلغ متوسط قطره 340 متراً – أي ما يعادل طول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريباً – وسيمر على بُعد حوالي 32 ألف كيلومتر من سطح الأرض. وهو قريب بما يكفي لرؤيته بالعين المجردة.

ec73cbc0-5503-11f0-aec6-6ba2bc73f454.gif_11zon

2- الكويكب 2024 YR4

قدّرت ناسا حجمه بين 53 و67 متراً – أي ما يعادل تقريباً حجم مبنى من 15 طابقاً – اكتُشف 2024 YR4 في عام 2024، وتصدّر عناوين الصحف العالمية مؤخراً عندما بدا أن لديه فرصة ضئيلة للاصطدام بالأرض في عام 2032.

حتى أن الباحثين قدّروا احتمال اصطدامه بالأرض بنسبة واحد من 32، لكن ناسا استبعدت ذلك لاحقاً.

تقول مونيكا غرادي: “أحد التحديات التي تواجه مراقبة كويكب في مسار تصادم مع الأرض هو تحديد مدى احتمالية اصطدامه”.

وتضيف: “علينا مواصلة الرصد لتحسين مداره ومساره”.

لا يزال هناك احتمال بنسبة 3.8 في المئة لاصطدام 2024 YR4 بالقمر، لكن ناسا تُضيف أنه حتى في حال حدوث اصطدام، فلن يُغير ذلك مدار قمرنا الطبيعي.

117d9b80-5504-11f0-aec6-6ba2bc73f454.jpg_11zon

3- ديديموس وديمورفوس

ديديموس، الذي يعني التوأم باليونانية، هو كويكب، وديمورفوس قمر صغير يدور حوله.

لا يُعتبر أيٌّ منهما تهديداً للأرض، لكنهما يمرّان بالقرب منها نسبياً.

في عام 2022، كانا هدفاً لاختبار إعادة توجيه الكويكبات المزدوج (DART) الذي أجرته ناسا، والذي تضمن إرسال مسبار ليصطدم بديمورفوس، مُدمّراً نفسه في هذه العملية. كان الهدف هو اختبار إمكانية إبعاد الصخور الفضائية، التي قد تُهدد الأرض، بأمان.

تم اختيار ديمورفوس وديديموس بعناية. لم يكن أيٌّ منهما على مسار يتقاطع مع الأرض قبل التجربة، ولن يزيد أي تغيير طفيف في علاقتهما المدارية من الخطر.

تقول روزيك: “اصطدمت المهمة بالقمر ديمورفوس، مُغيرةً مداره حول ديديموس في أول اختبار عملي للدفاع الكوكبي”.

وتضيف: “تم قياس هذا التغيير بشكل أساسي باستخدام عمليات الرصد الأرضية. ونواصل رصد هذا التغيير قبل وصول مهمة Hera (هيرا) العام المقبل للتحقيق في آثار الاصطدام”.

27d0f080-5504-11f0-aec6-6ba2bc73f454.jpg_11zon

4- سايكي

وصفته وكالة ناسا بأنه “أحد أكثر الأجسام إثارة للاهتمام في حزام الكويكبات الرئيسي”، وقد اكتُشف عام 1852. سُمي على اسم إلهة الروح اليونانية.

سايكي بعيد جداً عنا، يدور حول الشمس بين كوكبي المشتري والمريخ، ويُعتقد أنه مكون من المعدن والصخور.

يعتقد العلماء أن معظم المعدن يأتي من نواة كوكب صغير، وهو اللبنة الأساسية للكواكب، ودراسته قد تكشف كيفية تشكل نواة الأرض ونواة الكواكب الأخرى.

في عام 2023، أطلقت ناسا مهمة لرسم خريطة له ودراسته.

484a62b0-5504-11f0-aec6-6ba2bc73f454.jpg_11zon

اكتشافات جديدة

في وقت سابق من هذا الشهر، كشف مرصد “فيرا روبين” أن تلسكوبه الجديد رصد أكثر من ألفي كويكب جديد، وسبعة أجسام فضائية قريبة من الأرض في غضون 10 ساعات فقط.

يُكتشف ما يقرب من 20 ألف كويكب سنوياً، من قِبل جميع المراصد الأخرى على الأرض وفي الفضاء مجتمعة.

تقول البروفيسور غرادي: “إذا أردت رسم خريطة للسماء في الليل، فيجب أن يكون لديك مجال رؤية واسع جداً. وهذا ما يتميز به ذلك التلسكوب في مرصد (فيرا روبين)”.

ويقول المرصد إنه يتوقع اكتشاف ملايين الكويكبات الجديدة، خلال السنوات القليلة الأولى من عُمر المشروع، وهو ما يمنح العلماء المزيد من الكويكبات لمراقبتها ويكشف المزيد من الأدلة حول نظامنا الشمسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى