أمين الفتوى يحذر من الشماتة في الموت: ليست شجاعة بل بعد عن الله

10:17 ص
الخميس 10 يوليه 2025
كتب-محمد قادوس:
حذّر الشيخ محمود الطحان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من خطورة تفشي ظاهرة الشماتة في المجتمع، مؤكدًا أن الإسلام نهى عنها بكل صورها، سواء أكانت في المصائب، أو في السقوط، أو حتى في الموت، الذي صار اليوم مادة للتنمر والسخرية على مواقع التواصل.
وقال أمين الفتوى، من أسوأ صور الشماتة ما نراه اليوم حين يشمت البعض في موت الآخرين، حتى من كانوا خصومًا لهم يصفونه بـ”الهالك” أو يسخرون من جنازته، وهذا يتنافى تمامًا مع تعاليم الإسلام، التي تدعو للرحمة، حتى مع من خالفنا”.
وأشار الطحان خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة” الناس”: إلى أن الشماتة، كما عرفها العلماء، هي: “الفرح بمصيبة تقع لغيرك، أو تمني الأذى له سرًّا أو جهرًا، وهي خلق مذموم يجلب القسوة إلى القلب، ويُعرض صاحبه لبلاء مماثل”، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تُظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك.
وأضاف أمين الفتوى أن أخطر ما في الشماتة أنها قد تتسلل إلى القلب دون وعي، فيفرح الإنسان في داخله بمصيبة عدوه، أو يُظهر الشماتة من خلال تعليق، أو نبرة، أو صورة، أو تلميح، مؤكدا: “من ستر مسلمًا ستره الله، حتى لو كان هذا المسلم قد أخطأ في حقك، الشماتة ليست شجاعة، بل ضعف قلب وبعد عن الله”.
وحول ظاهرة الشماتة في الموت، قال: “الموت حق على كل نفس، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن السخرية حتى من موت غير المسلم. فعندما مرت جنازة يهودي، قام النبي له، فقال الصحابة: إنها جنازة يهودي، فردّ: “أليست نفسًا؟”، هذا هو خلق الإسلام العظيم الذي علمنا الرحمة لا التشفّي”.
وتابع أن الفرحة بموت إنسان – حتى وإن كان ظالمًا – لا تليق بمسلم يرجو رحمة الله، لأن الموت بيد الله وحده، والواجب أن ندعو بالرحمة والمغفرة لا أن نُفرغ غضبنا في لحظات الحزن والفقد، مستطردًا: “إذا دعوت لعدوك بالرحمة، سخر الله من يدعو لك حين تموت، وإن عفوت، عفا الله عنك، أما الشماتة، فهي وصف من قسوة القلب التي وصف الله بها أقوامًا فقال: (ثم قست قلوبكم فهي كالحجارة أو أشد قسوة).”
اقرأ أيضا:
يراودني التفكير في امرأة أفتقدها ووساوس حول العقيدة عند الصلاة.. ماذا أفعل؟.. والبحوث الإسلامية يجيب
هل توجد زكاة على ذهب الزينة؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)
ما حكم قراءة الإمام آية فيها سجدة تلاوة في الصلاة السرية؟.. الإفتاء تجيب