علي جمعة: ليس من شأن العقل إنشاء الأحكام واختراعها

05:35 م
الجمعة 11 يوليه 2025
كتب- علي شبل:
كشف الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن فريقين ضلّا في طريق الطاعة، هما فريقٌ أراد الالتزام، فزاد على أمر الله، وحرَّف، وفريقٌ أنكر وفَرَّط، وانحرف.
فأما الأول -يقول جمعة- فقد أراد أن يعبد الله كما يشاء هو، فاختزل المعاني، وتشدد، وأكمل من هواه ما يريد، وقال: “هذا معقول المعنى لي”.
وأما الثاني، فقد أراد أن يتفلت، ويسير تبع هواه، وقال: “هذا هو المعقول عندي”، وإنما هو يريد الشهوات.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: يُحدثنا ربنا عن كلا الفريقين، وهما يحتجان بالعقل، ولا يُدرى: أيُّ عقلٍ هذا؟ وما هو العقل المرجوع إليه؟ وما الحَكَمُ في هذا؟ وهما معًا يؤمنان ببعض الكتاب، ويكفران ببعض، والقرآن كلّه كالكلمة الواحدة، قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، وقال سبحانه: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا).
وقال جل شأنه: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).
وتابع فضيلة المفتي الأسبق: أما الذين يدّعون العقل، ويتبعون من حولهم من أصحاب الأهواء، ويغترّون بكثرتهم، فهم يتبعونهم في الضلال، ولا ينبغي الاغترار بالكثرة، قال تعالى: (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).
ويلفت عضو هيئة كبار العلماء إلى دور العقل: الفهم، وإدراك الواقع، ومحاولة الوصل بين أوامر الوحي وبين الحياة، واستنباط المعاني بالعلم ومنهجه، قال تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا).
وأكد جمعة أنه ليس من شأن العقل إنشاء الأحكام واختراعها، فهذا شأن الله سبحانه وحده، قال تعالى: (إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).
وأمرنا الله في شأن الطاعة أن نُطيع الله ورسوله وأولي الأمر، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ). وطاعة سيدنا النبي ﷺ طاعةٌ لله، فقد صح عنه ﷺ أنه قال: (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى) [رواه البخاري]
اقرأ أيضًا:
3 أفعال يحرم على غير المتوضئ إتيانها.. يوضحها عالم بالأزهر
جائز بشرط.. الإفتاء توضح حكم الترجي بالنبي وآل البيت والكعبة والحلف بهم