مقالات

الشيخ أحمد البهي: لا تكن إمّعة.. كن عبدًا لله ثابتًا على الح



10:51 ص


الأحد 13 يوليو 2025

كتب-محمد قادوس:

قال الشيخ أحمد البهي، إمام وخطيب مسجد الامام علي زين العابدين ، إن المسلم الصادق لا ينبغي له أن يكون “إمّعة”، يسير خلف الناس بلا وعي ولا تفكر، بل عليه أن يكون ثابتًا على الحق، عابدًا لله وحده، لا يغيره زحام الجماهير ولا تقلبات المواقف.

وقال إمام مسجد الامام علي زين العابدين، في زمان تتقلب فيه المبادئ، وقد يصبح فيه المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، فإن الله عز وجل يريدك عبدًا له، تعرف أين تقف، ولمن تعمل، وما هي غايتك. النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الذي رواه الترمذي: (لا يكن أحدكم إمّعة، يقول: إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا)”.

وأضاف البهي، خلال لقائة عبر قناة الناس:” أن الإمّعة هو الذي لا رأي له، يسير حيث سار الناس، إن فعلوا خيرًا فعل، وإن ارتكبوا منكرًا تبعهم فيه، وهذا مخالف للثبات على الاستقامة، التي أمر الله بها فقال: {فاستقم كما أمرت}، لا كما أراد الناس.

وأشار إلى أن الانقياد الأعمى شبيه بما حذر منه الإمام علي رضي الله عنه حين قال: “لا تستوحش طريق الحق لقلة السالكين فيه”، مؤكدًا أن الإنسان يُحاسب وحده ويموت وحده، فلا ينبغي أن يكون عبده للجموع ولا تابعًا للأهواء.

وضرب مثالًا بمن يعمل في مكان فيه فساد أو غش ويبرر لنفسه قائلًا “الكل يفعل ذلك”، مؤكدًا أن هذا الصمت نوع من الاشتراك في المنكر. كما استشهد بكلام النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد: “ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر لكم، وويل لأقماع القول، وويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون”.

وأوضح البهي أن أقماع القول هم من يمر عليهم الكلام دون فهم أو عمل، يسمعون الموعظة فلا يثبت في قلوبهم منها شيء، كما قال الله في شأن الكافرين: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا…}.

وذكر وصية الإمام جعفر الصادق لتلميذه: “إياك والرئاسة، وإياك أن تطأ عقاب الرجال”، مبينًا أن المعنى هو الحذر من تقليد الناس دون وعي، بل يجب أن يكون الإنسان على بصيرة، يفكر بعقله وقلبه ولا ينجر خلف الجموع.

كما أشار إلى أن الجماعات المتطرفة لا تخترق إلا العقول الفارغة التي لا هوية لها ولا وعي، وهو ما يحذر منه الدين أشد التحذير، مستدلًا بقوله تعالى:

{إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب…}

وختم الشيخ أحمد البهي كلمته بالدعاء قائلاً: ” لا يكن أحدكم إمّعة، بل اثبتوا على الحق، ولو خالفكم الناس، فالعبرة ليست بعدد السالكين بل بصدقهم. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ولا تجعلنا من الذين يضيعون مع الزحام”

اقرأ أيضًا:

3 أفعال يحرم على غير المتوضئ إتيانها.. يوضحها عالم بالأزهر

جائز بشرط.. الإفتاء توضح حكم الترجي بالنبي وآل البيت والكعبة والحلف بهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى